ولعل الباحثين الأخيرين يتابعان جهودهما في هذا المجال، ويقدمان لنا دراسة جامعة مستوعبة، يُعَرَّف فيها بهذه الكتب تعريفًا كاملًا. وقد طبع منها الكثير، وما من مكتبة تخلو منها مطبوعة ومخطوطة.
- تلقى العلماء مؤلفات القاري (١) بالقبول، وحظي هو وهي بالثناء، وأكتفي هنا بذكر الأقوال الآتية:
قال المحبي عنه: (أحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق، وتنقيح العبارات، وشهرته كافية عن الإطراء في وصفه .... اشتهر ذكره وطار صيته، وألف التآليف الكثيرة اللطيفة التأدية، المحتوية على الفوائد الجليلة) (٢).
وقال اللكنوي بعد أن ذكر له مجموعة من الكتب وأنه طالعها كلها: (وغير ذلك من رسائل لا تعد ولا تحصى، وكلها مفيدة بلَّغته إلى مرتبة المجددية على رأس الألف) (٣).
لكن ليته ﵀ لم يقيد نفسه بالسجع، وترك قلمه على سجيته،
_________
(١) للتدليل على اشتهار مؤلفاته أذكر هنا أن الباحث المحقق السيد محمد فاتح قايا أحصى (٢٧) نسخة لرسالته (رسالة في بيان إفراد الصلاة عن السلام هل يكره أم لا) المطبوعة ضمن المجموعة العاشرة من (لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام) ١٤٢٩ هـ وقد اعتمد الباحث المذكور على (١٣) نسخة منها.
(٢) خلاصة الأثر ٣/ ١٨٥.
(٣) التعليقات السنية ص ٩ وفيها: بلغت. وفي قوله: (لا تعد ولا تحصى) مبالغة ظاهرة!
1 / 16