وتالله إني في التشيع واحد ... وإن كثرت منهم لدي جموع وكان الفضلاء في زمانه يعترفون بفضله، ويخضعون لشرفه ونبله، فكان القاضي العلامة محمد بن مرغم - رحمه الله تعالى - يزوه إلى منزله كثيرا، وكذلك الفقيه العلامة محمد بن إبراهيم الظفاري يزوره في كل جمعة في غالب الأحوال، وكذلك الفقيه العالم الصالح علي بن يحيى العلفي - نفع الله به - كان يزوره في كل جمعة، وكان يجهش بالبكاء حال رؤيته، إذ كان يرى به ملكا كريما، وغيرهم من العلماء والفضلاء فيتبرك بزيارته القريب، ويرد سهل أخلاقه العذبة الأهيل والغريب، وتواصله من البعيد كتبه ورسائله، ويتبسم نظره من جواباته في رياض ما تمليه أفكاره، وتنمنمه أنامله، ومن أعذب ما جرى منه [في ذلك](1) ما أجاب به [على](2) الإمام الهادي عز الدين بن الحسن - رحمه الله ونفع به - وقد كتب الإمام إلى والده كتابا فتولى الجواب عن والده وكتبه والده بخطه، وقال: وهذا الجواب للولد إبراهيم، مالي فيه إلا الرقم بالقلم، ومن يشابه أباه فما ظلم، فكان من الجواب هذان البيتان:
أعز الهدى منا عليك تحية ... تخصك ما هبت صبا وجنوب
Halaman 85