من صاحب أو طالب قتيل
والدهر لا يقنع بالبديل
وإنما الأمر إلى الجليل
وكل حي سالك السبيل
قال علي بن الحسين: فأعادها أبي مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها، فعرفت ما أراد، فخنقتني عبرتي فرددت دمعي ولزمت السكوت وعلمت أن البلاء قد نزل.
فأما عمتي فإنها سمعت ما سمعت - وهي امرأة وفي النساء الرقة والجزع - فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت: «وا ثكلاه! ليت اليوم أعدمني الحياة! اليوم ماتت فاطمة أمي وعلي أبي وحسن أخي. يا خليفة الماضي وثمال الباقي.»
فنظر الحسين فقال: «يا أخية، لا يذهبن حلمك الشيطان.»
قالت: «بأبي أنت وأمي، يا أبا عبد الله استقتلت نفسي، فداك.»
فرد غصته وترقرقت عيناه وقال: «لو ترك القطا ليلا لنام!»
قالت: «يا ويلتا، أفتغصب نفسك اغتصابا؟ فذلك أقرح لقلبي، وأشد على نفسي.» ولطمت وجهها وأهوت إلى جيبها وشقته، وخرت مغشيا عليها.
Halaman tidak diketahui