يطلب الحسين إلى أهل بيته أن يتفرقوا عنه في سواد الليل - حين جد الجد وحزب الأمر - ويقول لهم: «إن القوم إنما يطلبونني، ولو قد أصابوني لهوا من طلب غيري.»
فيقول له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه: «لم نفعل؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا.»
ويقول كل من أنصاره أمثال هذه الأقوال وأشباهها.
وانظر إلى أحدهم يقول: «والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فيك، والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق حيا ثم أذر - يفعل ذلك بي سبعين مرة - ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك. فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا.»
ويقول آخرون: «والله لا نفارقك، ولكن أنفسنا لك الفداء، نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا، فإذا نحن قتلنا كنا وفينا وقضينا ما علينا .» وهكذا . (7) في الليلة الأخيرة
ويحدثنا علي بن الحسين فيقول: إني لجالس في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها، وعمتي زينب عندي تمرضني، إذ اعتزل أبي بأصحابه في خباء له - وعنده «حوي» مولى «أبي ذر» - وهو يعالج سيفه ويصلحه، وأبي يقول:
يا دهر أف لك من خليل
كم لك بالإشراق والأصيل
Halaman tidak diketahui