وكان للملك، إلى ما تقدم، حين يحتاج إلى المال، أن يحصل من رعاياه جميعا عدا البراهمة، على إعانات تنفق في مصلحة البلاد، كالتعمير والاستعمار وإنشاء الطرق، وكان من وسائل الحصول على المال ما يقوم به الأفراد من تقديم المال إلى الملك مقابل منحهم منصبا في البلاط أو لقبا فخريا؛ أي أن الرتب والألقاب والمناصب كانت تشترى بالمال.
وكانت الضرائب عديدة وباهظة لمواجهة نفقات الجيش والإدارة، وكان سك العملة احتكارا للدولة التي كانت لها دار لضرب العملة تخرج سبائك النحاس والفضة الصغيرة المقوسة التي تمثل أقدم أنواع النقود الهندية، على أنه كان في الشمال الغربي للهند حاكم يدعى سوبهوتي كان صديقا للإسكندر، وكان يصدر عملة فضية مع أسطورة يونانية. هذا وأن ما وجد في الهند من النقود الأخرى إلى يومئذ، يدل على أنها قد جاءت من آسيا الوسطى، أما النقود الذهبية فلم تضرب في الهند إلا منذ القرن الأول ق.م.
الحياة الاجتماعية
اقترنت الإمبراطورة المورية بالترف خاصة في الثياب، وأخذت الأحجار والطوب تحل محل الخشب في المباني.
أما من ناحية العلاقات النسائية فقد كان فصم عراها الشرعية وغير الشرعية يتم باتفاق الرجل والمرأة أو كنتيجة لهجرة دار الزوجية مدة طويلة، وكانت الزوجة تملك مهرها وحليها، وكانت عادة موت الزوجة بعد وفاة زوجها (الساتي) معترفا بها، وقد بقيت إلى عهد أخير ولكنها انحصرت في الأسر المالكة وحسب، وكان معاقبا على سوء المعاملة من أحد الزوجين، وكان معاقبا على الجرائم التي تقع على المرأة بالعقاب الصارم، وكانت الحياة الاجتماعية في الهند تقوم على مراقبة متتابعة من الطوائف والطبقات، وعند ميجاسثينز عددها سبع، أما عند كوتاليا فهي أربع أصلية. وهناك طوائف ثانوية متفرعة من الأصلية التي منها طائفة الجند على حساب الملك. (راجع: الهند القديمة، ميجاسثينز وأريان ص39 ) وكان للجيش أسلحة أربعة.
القرية
أما القرية حياة فكان يسودها الهدوء ويبدو عليها الارتياح عدا ناحية اغتصاب محصلي الضرائب، وكان للدولة خمسة في المائة من أرباح المحال العامة المنتشرة والفنادق والمطاعم ودور اللهو المرخص بها، وكانت هناك فرق جوالة من الممثلين والمطربين والراقصين تقيم حفلاتها في قاعة القرية، وكان الأرز هو الطعام الرئيسي للقرويين ثم عرفت الخضر. والبراهمة فيقال إنهم كانوا يتناولون لحم الحيوان غير المقرون. (راجع أكسفورد - تاريخ الهند ص70 تأليف ف. أ. سميث).
أما الشراب الشعبي فكان بيرة الأرز، ولم يكن هناك إدمان أو رغبة في الشرب سوى في أيام الأعياد إذ كانوا يتناولون كثيرا من الخمر.
وكان الإمبراطور يحرم ذبح الحيوان للقرابين «راجع الأوامر الصخرية التي أصدرها آزوكا ص297 عن (آزركا) تأليف الدكتور د. ر. بهانداركار».
وكان الملك يمتطي فيلا وتحيط به النساء بعضهن يحمل المظلة والمروحة والجرة الملكية (إبريق) وبعضهن مسلح للصيد. أما الرجال فكانوا يتقدمون الموكب الملكي ومعهم طبولهم ونواقيسهم وأمامهم حملة الرماح. أما الطريق فكان خاليا مقفلا بالحبال وكان الموت جزاء من يحاول أن يعبره.
Halaman tidak diketahui