وتظهر أهمية المرأة في كيان الأسرة في كلمات إميل حين يقول: «المرأة إما خلاص أو هلاك للعائلة، لأنها تحمل في ثنيات ثوبها مصير كل فرد من أفرادها.»
والقول المأثور: «المرأة سلاح النعمة، أو سلاح النقمة.»
لذا يخطئ من يقول إن المرأة جنس ضعيف، فهذا هراء في هراء؛ ذلك لأن الطبيعة أغدقت على المرأة قدرا من القوة خوف القوانين من بطشها، فحدت من قوتها، وصدق من قال: «لقد أخرجت المرأة آدم من الفردوس بقوة إرادتها، وضعفه هو.»
وصدق روسو إذ قال: «المرأة التي تهز المهد بيمينها ، تزلزل العالم بيسارها.» أيتها المرأة، إنك سبب الثورة، وأنت أعظم مهيج للبشر، ولا أدل على ذلك من أنه إذا عجزت الشرطة عن استجلاء حادثة قتل غامضة، لجئوا إلى الحكمة الخالدة: «فتش عن المرأة.»
ولا جدال في أنه ما من أحد أقدر من المرأة على فهم قوانين المد والجزر، والكر والفر، ولقد مكنها الرجال من إجادة هذا الفن بارتمائهم في أحضانها، وفي هذا ينصح أناتول فرانس الرجال قائلا: «خير لكم أن تكونوا ألعوبة في يمين القدر، من أن تكونوا لعبة في يسار المرأة.»
أما أن المرأة قوة لا تعرف الضعف، فلله در من كتب: «أواه، ما كان هذا يدرى أو يتصور أن أمة قد نكبتها امرأة، فلو أنه كان ممن يؤمنون بذلك لآمن أن في إمكان امرأة أن تهدم شخصيته، قد كان دولة في نفسه، وأمة في فهمه، وعالما في خياله، كانت له سماء خاصة، وقمرا وشمسا دونهما قمر السماء وشمسها، وكانت له أنهارا مياهها ذهبية، وأشجارا ثمارها فضية، وأزهارا أوراقها عاجية، ونعاجا قرونها مرمرية، كان يعيش في دنياه هانئا راضيا، تهبه النعاج لبنها الدسم الشهي، وتطل عليه الشمس من طرفها فتكسبه رداء بهيا جميلا، ويهديه القمر ابتساماته السخية، والنجوم تلتف حواليه في حلقات وردية، وكأنها قلائد في أعناق الحور ولكن وا حسرتاه، إن مثله اليوم مثل من ملك خاتم سليمان فتمتع به حينا من الدهر، ثم انتزعته منه فتاة شيطانية، أو قل: كمثل من وضع على السجاد الطيار فحمله حينا إلى حيث لا يعرف، فتمتع بهناء عظيم، ثم سلبته من هذا النعيم عروس رقيقة الطرف، فتبا لك أيتها المرأة.»
وتختلف الآراء في المرأة وتتضارب، فهناك من يرى أن الله قد خلقها من أجل عذاب الرجل وشقائه، وأن الرجل هو الذي يمكنه النجاة من عذاب المرأة لينال الحياة الأبدية.
إذن، ما العلاقة بين الرجل والمرأة؟ وعلى أي أساس تقوم؟ وما نظرة الرجل إلى المرأة؟ وما نظرة المرأة إلى الرجل؟ وما الفرق بين هذين المخلوقين؟ وهل صحيح أن الرجل قوة الرأس واليد ، أما القلب فهبة المرأة؟
هناك حكمة غربية تقول: «إن الله تعالى حين أراد أن يخلق حواء من آدم، لم يشأ أن يخلقها من عظام قدميه، كيلا يطأها، ولا من عظام رأسه حتى لا تسوده أو تسيطر عليه، وإنما خلقها من أحد ضلوعه لتكون مساوية له قريبة إلى قلبه.»
فهل المرأة مساوية للرجل؟ يقول جبران خليل جبران: «تسلك المرأة طريق العبيد لتسود الرجل، ويسلك الرجل طريق الأسياد لتستعبده المرأة.»
Halaman tidak diketahui