============================================================
الاقليد الثامن في أن الله تعالى ليس بعلة العلة لما هي له علة، غير ممكن لها أن لا تكون علة لما هي له علة. وغير المكن أن لا يكون، ممتنع أن لا يكون. والممتنع أن لا يكون، [كان] واجبا أن يكون.
والمثال فيه أن النار علة الإسخان والإحراق لما يتسخن ويحترق. فغير ممكن أن (32) لا يكون من النار إسخان، أو إحراق، لما هي لها علة من المسخنات والمحترقات. وإذا كان غير ممكن أن لا يكون من النار إسخان وإحراق، امتنع أيضا أن لا يكون منه الإسخان والإحراق. وإذا امتنع أن لا يكون منه الإسخان والإحراق، وحب أن يكون منها الإسخان والإحراق.
وهكذا الدوائر الفلكية. لما كانت علة لما يتولد على المركز من المواليد. ثم غير مكن لها، أعني الدوائر الفلكية، أن لا يتولد عنها، أو عن حركاتها هذه المواليد الي هي بالتنويع مختلفة. امتنع أن لا يكون منها هذه المواليد. وإذا امتنع أن لا يكون، وحب لها أن تكون منها هذه المواليد المختلفة بالتنويع. وكذلك النفس الكلية. لما كانت منها التراكيب الأول الني هي الدوائر بما فيها من الكواكب من جهة الحركة والسكون، الموسومين أحدهما بالهيولى1 والآخر بالصورة. وكان غير ممكن لها أن لا تكون من حركاتها هذه التراكيب، كان إذا ممتنعا أن لا تكون. ولما كان ممتنعا أن لا تكون، كان واجبا أن تكون.
وهكذا العقل الأول، التام بالقوة والفعل. لما كان علة زوجه عند نظره إلى ذاته، وكان غير ممكن له أن لا يتولد منه صورة ذاته عند نظره إليها، كان إذا ممتنعا أن لا يكون. وإذا كان ممتنعا أن لا يكون، فهو إذا واجب أن يكون.
ركما في ز، وفي ه: اهيول.
Halaman 68