ما تقدم من ذنبه وما تأخر، رواه مسلم وغيره من طرق كثيرة عمن رواه أحمد بواسطة ودونهما دون قوله: وما تأخر. طريق أخرى للإمام أحمد أيضًا عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ورواه الترمذي من هذه الطريق، وليس فيه وما تأخر.
السنن الكبرى للنسائي عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ من قام رمضان، وفي رواية شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، وفي رواية وما تأخر ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية وما تأخر. وتابع النسائي حامد بن يحيى، وقال ابن عبد البر: خطئه فيه، وبين الحافظ الأصل عدم خطأه. مسند الإمام أحمد بسند رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعًا. عن عبادة بن الصامت ﵁ أن
رسول الله ﷺ قال: ثم ليلة القدر في العشر البواقي، من قامهن ابتغاء حسبتهن فإن الله ﵎ يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلة وتر تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثة أو آخر ليلة. طريق آخر عن الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله ﷺ عن ليلة القدر، فقال رسول الله ﷺ: في رمضان فالتمسوها في العشر الأواخر، فإنها في وتر في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو تسع وعشرين أو في آخر ليلة، فمن أقامها ابتغاءها إيمانًا واحتسابًا. ثم وفقت له، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وفي معجم الكبير للطبراني، ومن هذه الطريق ونحوه، ولم يقل في أواخره. ثم وقعت له هكذا هو في رواية أخرى للإمام أحمد أيضًا عن عبادة بن الصامت، قلت: وفي حديث مسلم بمعنى ما نقله عنه الدميري وغيره ليلة القدر لا ينال فضلها إلا من أطلعه الله عليها، فلو أقامها إنسان ولم يعرفها لم ينل فضلها، لكن قال الأذرعي: كلام المتولي ينازع حيث استحب التعبد في كل ليالي العشر، حتى يحوز الفضيلة على اليقين، ويعضده قول ابن مسعود ﵁: من يقوم الحول يصبها، نعم يكون حال المطلع أكمل إذا قام بوظائفها، وقال أبو شبل اليمني: كلامهم يدل على أن فضيلتها تحصل لمن عمل فيها، وإن لم يشاهد تلك العجائب. أ. هـ. وقد تتبعت ما نسب للإمام النووي في صحيح مسلم فلم أره، غير أنه قال ما لفظه: قوله من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. هذا مع الحديث المتقدم من قام رمضان قد يقال إن أحدهما يغني عن الآخر، وجوابه أن يقال قيام رمضان من غير موافقة ليلة القدر ومعرفتها سبب لغفران الذنوب، وقيام ليلة القدر فيوافقها معناه أن يعلم ليلة القدر. ذكر
1 / 199