============================================================
تخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم) (1) .
فانظر في هذا الوعيد الشديد، وسأضرب لك مثلا: لو ولاك السلطان اقليما أو بلدا من البلاد، وبعث كاتبه إليك يتضمن أن فلانا عدوي فلا تقربه، ولا تستخدمه، ونابذه، وأظهر له العداوة، وأذله وأصغره، وإن لم ت فعل ذلك عاقبتك وعزلتك وسلبت نعمتك.
فهمت معن ما في الكتاب، ثم عمدت إلى ذلك الرجل فقربته [54 اب منك وشاورته في أمرك وأطلعته على سرك وسلمت إليه مالك، وقرنت إليه أمرك ووليته على رعيتك.
اكنت تستحق العقوبة من سلطانك أم ل(2) فالنصارى أيدك الله أعداء الله، وقد أنزل الله تعالى كتابه، وقال فيه ما علمتم من تحريم ولايتهم وتقريبهم واستكتابهم وولايتهم على المسلمين إلى غير ذلك مما قدمنا ذكره.
فالبدار، البدار، البدار قبل نزول العقاب وخراب الديار.
فإن اعتذر(2) معتذر منهم عن قبح حاله وأبدى الباعث له على سوءا فعاله، وقان: قد أتيت الصواب، وأوتيت فصل الخطاب لكن الضرورات ت بيح المحظورات، ولولا ضرورتنا لما قربناهم، ولكن للحاجة(4) إليهم استكتبنا فهذا رجل حلت به بلواه، وباع آخرته بدنياه، وأضله الله على علم (1) سورة الجائية (الآيات: 10:8) .
(2) ترك الاجابة لمعرفتها ضمنا والتي لا يمكن أن تكون بغير ما هو مسلم به وهو انه يستحق العقوبة المقررة من السلطان على ذلكا (3) في المخطوط : اعتذ. وترك الراء من آخر الكلمة وهو سهو من الناسخ (4) في المخطوط: الحاجة وهو تحريف وانبت ما يناسب السياق.
Halaman 163