124

Kitab al-Manazir

كتاب المناظر

Genre-genre

[109] والكواكب ليس إنما يدركها البصر في ضوء النهار لأن ضوء الشمس الذي يحصل في الهواء أقوى من ضوء الكواكب. فإذا نظر ناظر إلى السماء في ضوء النهار كان الهواء الذي بينه وبين السماء مضيا بضوء الشمس ومتصلا بالبصر، وكانت الكواكب من وراء ذلك الضوء، فتكون صورة الكوكب وصورة الضوء الذي في الهواء المتوسط بين البصر وذلك الكوكب يردان إلى البصر على سمت واحد فيدركهما البصرممتزجين. وصورة الضوء التي ترد من الهواء المتوسط بين البصر وبين الكوكب بالنهار الذي هومن الأضواء الثواني أقوى من صورة ضوء الكوكب بكثير. فتستظهر صورة ضوء الهواء على صورة ضوء الكوكب، فلا تتميز للبصر صورة الكوكب، ولا يكون بين صورة الضوء الذي يحصل في الجزء من البصر المسامت للكوكب وبين صورة الضوء الذي يحصل في الأجزاء الباقية من البصر المحيطة بذلك الجزء اختلاف يدركه الحس لاستظهار صورة ضوء النهار على صورة ضوء الكوكب وغمور صورة ضوء الكوكب عند إدراكها بصورة ضوء النهار، فلذلك لا يدرك البصر الكواكب بالنهار.

[110] وكذلك الأضواء الضعيفة التي تكون في وسط الأضواء القوية، كالنار الضعيفة التي تكون في ضوء الشمس، وكالحيوان المسمى اليراع إذا أدركه البصر في ضوء النهار، وما جرى مجرى ذلك، فإن هذه المبصرات إذا كانت في ضوء الشمس أو في ضوء النهار فإن ضوء الشمس أو ضوء النهار يكون مشرقا عليها وعلى الهواء المتوسط بينها وبين البصر، فصورها ترد إلى البصر ممتزجة بصورة الضوء القوي المشرق عليها وصورة الضوء القوي المشرق على الهواء المتوسط بينها وبين البصر، فيدرك البصر صورة ما هذه حاله من المبصرات ممتزجة بصورة ضوء قوي، وصورها ضعيفة، فتستظهر صورة الضوء القوي على صورها الضعيفة، فلا تتميز صورها للبصر ولا يدركها البصر.

Halaman 181