Manar Huda
منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)
Genre-genre
الله باتباع عادات الكفرة واهل الجاهلية حتى يكون سيد الرسل ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كذلك فنسبه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الى العمل بعادات اهل الجاهلية ، ونسبة الله الى امره نبيه بذلك نسبة قبيحة مخالفة للعقل والنقل من الكتاب والسنة توجب الخروج من الدين والبعد من الملة الاسلامية لا يجوز لمسلم ان يدعيها ولا يجترئ مؤمن على اعتقادها لمخالفتها الكتاب والسنة وضرورة العقل لكن ذلك ليس بكثير على الخصوم ، وحيث بطل ما ادعوا صح ان القصة دالة على ما ذكرناه من بيان مستحق مقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن لا يستحق دون ما ذكروه لبطلانه بالأدلة القطعية ونقول لهم ثانيا اذا كان بعث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا ( عليه السلام ) ببراءة وعزله أبا بكر عنها كان جاريا على عادة العرب لأن عادتهم جرت بان ابلاغ العهود لا يكون الا للعاقد او احد من أقاربه كما قلتم وجب ان تجري الامامة ذلك المجرى فان العرب قد جرت عادتهم واستقرت بان مقام الرجل الشريف من بعد موته يكون لاقرب الناس إليه لا سيما من يقوم مقامه في حياته من ذوي قرابته ، ولم تجر عادتهم باعطاء مقامه الأباعد فوجب أن يكون الامام بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا ( عليه السلام ) دون غيره على عادة العرب لأنه اقامه مقامه في حياته وهو أقرب الناس إليه ويجب لذلك ان يكون تخصيص الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا بتبليغ براءة نصا منهما على ان عليا ( عليه السلام ) هو القائم مقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد وفاته دون باقي اقاربه لاقامته اياه مقامه في حياته فلا ينازعه احدا من اقارب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )، وأما ابو بكر فانه خارج بعادة العرب عن خلافة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على كل حال فما خرجت القصة على دعواكم عن كونها نصا على استخلاف امير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بلا فصل ،
Halaman 186