176

Manar Huda

منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)

Genre-genre

Balas

تأخيره بعادات العرب أهل الجاهلية ولا يعتمد عليها ولم يأمره الله بذلك بل نهاه في كثير من الآيات عن ذلك مثل قوله تعالى ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ) (1) وقوله : ( ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ) (2) وغير ذلك ، وانما اعتماده في كل الأشياء على قواعد دين الله دون قواعد الجاهلية وعاداتها كيف لا والله تعالى يقول في حقه ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) (3) فابطلت هذه الآية وما قبلها ما ادعاه الخصوم من كون عزله عن براءة وبعث علي ( عليه السلام ) بها جاريا على عادات العرب واثبتت أنه لبيان استحقاق مقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعدم استحقاقه على أبين وجه ، وأيضا لو كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ذلك مراعيا لعادات العرب لبعث ببراءة من اول الأمر رجلا من اقاربه كعلي ( عليه السلام ) أو عمه العباس أو عقيل أو غيرهم من بني هاشم فانهم كانوا معه في المدينة ، وهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عالم بعادات العرب ولم يبعث أبا بكر بها ثم كيف يعقل ان الله يأمر نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بان يجري على عادات اهل الجاهلية وهو قد بعثه لازالتها وإماتتها بدين حنيفي وملة اسلامية لا يقبل الله سواها ، وقد قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (إن الله أذهب بالاسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بانسابها ) (4) وهو معلوم من قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا ريبة فيه وقال الله جل وعلا مخاطبا له ( اتبع ما أوحي إليك من ربك ) (5) ولم يقل اتبع عادات العرب وبعد فاي نبي بعثه

Halaman 185