٤- مقدمة رسالة الحكمين وتصويب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب في حكمه
موضوع الرسالة سياسي، وهو الخلاف الذي نشب بين الامام علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان حول الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان الخليفة الثالث، والذي بلغ ذروته في معركة صفين وما آلت اليه من التحكيم الفاشل.
ويسارع الجاحظ الى التأكيد على انه لا يريد ان يبخس معاوية خصاله من العقل والحلم والدهاء والفهم والجزم والبيان وكتابة الوحي وتولية عمر اياه ارباع الشام وتثبيت عثمان ذلك له وتزكيته في حسن تدبيره الأمور. ولكن هذه الخصال لا تكفي لاستحقاق الامامة. فالامامة لا تستوجب الا بالتقدم في الفضل والسوابق، على ان يكون ذلك الفضل ظاهرا ومشهورا عند الناس، او بالشورى، أو بالميراث، او بالوصية، او باجتماع القرابة وحرمة العترة بالاضافة الى الخصال الكريمة. هذه الوجوه الخمسة لاقامة الامام عددها الجاحظ لانها تمثل آراء اهم الفرق في عصره. فالمعتزلة قالوا بالوجه الأول وقد عرضه الجاحظ في رسالة العثمانية، والعباسيون قالوا بالوجه الثالث وقد بسطه الجاحظ في رسالة العباسية، والشيعة الامامية قالوا بالوجه الرابع، والزيدية قالوا بالوجه الخامس.
اما الوجه الثاني او الشورى فقد نادى به اهل السنة والجماعة.
1 / 29