قد فسد الدهر لطول الأمد ... فلا يسود فيه غير الأمرد
إن الفتى قد جد لي في اللدد ... إذ ليس لي من سند أو عضد
شكوته إلى أمير البلد ... وقد رجوت أن يكون منجدي
فكان خصمًا مثله لم أجد ... كأنما قطعت رأسي بيدي
لئن منعت عن قريض المنشد ... فالنثر أشفى لغليل الكبد
وإن تجاوزت العراق في غد ... فكن لركبان السرى بمرصد
إن حملت شعري لأهل المربد
قال: فكأن الأمير أفاق، وأشفق من التنديد به في الآفاق. فقطع لسان الشيخ بنصاب، وقال: هذا أيسر ما به نصاب. ثم قال له: دع التهم بينك وبين الفتى، فليذهب أمامك من حيث أتى. فانصرف الشيخ والفتى يتضاحكان، كأن لم يكن بينهما شيء مما كان. قال سهيل: وكنت قد تبينت أن الشيخ صاحبنا ابن الخزام، فهرعت على أثره لأنظر ذلك الغلام. وإذا به قد ناوله الدنانير، وقال: اشكر نعمة الأمير،
1 / 74