364

============================================================

248مفاتيح الأرار ومصابيح الأبرار اله تعالى أبواب التوبة، رحمة عليه وكرامة له، و[عند] ذلك -129 ب - الباب تلقى تلك الكلمات؛ فيكون ذلك أيضا رحمة وعطفا على ذريته الذين لايخلو حالهم من ارتكاب ذنب، وبه يتبين فضل ادم -عليه السلام - أيضا؛ إذ كان فضله على الملائكة بتعلم الأسماء وإنبائهم بها، وفضله على جميع الخلق بتلقي الكلمات والتلفظ بها.

الغة [و]التفسير قال أهل اللغة: "التلقي" هو الاستقبال ومنه الحديث: "نهي عن تلقي الركبان" (511)، وهو ت فعل من اللقاء، ومعناه التعرض للقاء الشيء، ثم يطلق يمعنى الأخذ والقبول، ومنه الحديث: "كان يتلقى الوحي من جبريل" أي يتلقنه ويأخذه، والرجل يلقى القول فيتلقاه كما يلقن فيتلقنه. قال الحسن: لقاها الله تعالى إياه فتلقاها، أي علمه فتعلم.

وقرأ ابن كثير1 آدم بالنصب [و]كلمات بالرفع، والباقون آدم بالرفع وكلمات بالخفض؛ فعلى قراءة ابن كثير الفعل للكلمات فهي المتلقيات لآدم، وعلى قراءة العامة الفعل لآدم ، يقال: لقيني زيد، ولقيت زيدا، وأصابني خير وأصبت خيرا، وقد بلغني الكبر وبلغت من الكبر، ومثله قوله تعالى: (لا ينال عفدي الظالمين) والظالمون، لأن ما نلته فقد نالك.

قال القتيبي: كأنه أوحي إلى آدم أن يستغفر الله ويستقبله بكلام من عنده؛ ففعل ذلك، فتاب عليه.

قال أبو إسحاق: لقي آدم الكلمات وألهم فتلقاها وحفظها: وأما الكلمات فجمع الكلمة،2 والكلمة تقع على القليل والكثير، وتقع على الحرف من الهجاء وعلى المركب من الحروف، و أصلها من الكلم وهو الجرح، ثم يطلق على الكلام لأنه يؤثر في القلب فيتأثر به؛ ويقال: فلان في كلمته، أي في قصيدته.

ثم اختلف المفسرون2 في تلك الكلمات ما هي؟

فقال أكثرهم: هي قوله: (ريتا ظلمتا أنفسنا* الآية؛ وهذا قول مجاهد والحسن ورواية خصيف عن عكرمة وقول قتادة وسعبدبن جبير والقرظى ورواية الكلبى عن ابن عياس.

1. في الهامش عنوان: القراءة.2. في الهامش عنوان: اللغة.3. في الهامش عنوان: التفسير.

ليتهنل

Halaman 364