============================================================
1235مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار القول إلى نبي آخر مصدقا لمن سبق مبشرا بمن لحق؛ وكل إمام كان واصلا لذلك القول إلى امام آخر مصدقا لمن سبق موافقا له مبشرا بمن لحق غير مخالف له. فمن قطع ما أمر الله به أن يوصل بالقول فطعا بالقول كان من الفاسقين في الأولى الخاسرين في الآخرة؛ ومن الوصلات القولية اقتران كلمة النبوة بكلمة التوحيد، أعني وصل محمد رسول الله بلا إله إلا اله، ووصل اتقوا الله بالكون مع الصادقين، ووصل اتقوا الله بأطيعون حتى لايفرق بين القولين ولايقطع بين الكلمتين. فإن ذلك مما أمر الله به أن يوصل في القول باللسان والطاعة على الأركان. (أطيغوا الله وأطيغوا الرشول وأولي الأمر منكم). (من يطع الؤسول فقد أطاع الله ): وكذلك لايفصل بينهما في الاعتقاد حتى لايكون من الذين يفرقون بين الله ورسله في الأصول والفروع، والمعرفة والطاعة، والهداية والعبادة، ولايقول نؤمن ببعضى ونكفر ببعض، ولايتخذ بين الكلمتين سبيلا. فمن قطع بين القولين وفرق بين الطاعتين وفصل بين الحكمين فهو من الفاسقين في الدنيا الخاسرين في الآخرة.
وأما الوصلات الفعلية فهو كما قال الله تعالى: (واتقوا اللة الدي تساءلون به والأرحام ) فالأرحام التي قرنها بتقوى الله تعالى ليست هي القرابات والوصلات بين الخلق، وإن كانت هي واجبة الصلة؛ وصلة الرحم تزيد في العمر، وبوجوب صلتها نعرف أن الأرحام التي تحمل أنوار النبوة وأعباء الرسالة ونطف الإمامة أوجب صلة وأقرب عند الله منزلة؛ وهي المعنية بقول الله سبحانه وتعالى: "أما يكفيك أني شققت لك اسمأ من اسمي، أنا الرحمن وأنت الرحم، من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته" (486) وتلك الأرحام هي المعنية بقوله تعالى: (وأولوا الأزحام بغضهم أولى ببغض في كتاب الله )؛ وتلك الذرية التي حملت مع نوح - عليه اللام -، وتلك الذرية هي التي سأل إبراهيم الخليل -عليه اللام -: (هب لي من لدنك ذرية طيبة). وتلك الذرية هي التي قال الله تعالى: (ذرية بغضها من بغض ): وتلك الذرية هي آل إبراهيم وآل عمران في قوله تعالى: (إن اللة اضطفى آدم ونوحا وآل إيراهيم وال عمران على العالمين). ثم قال: (ذرية بغضها من بغض)؛ وقال في تفسير الأولى: -101 ب- (إن أولى الناس بإيراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين*؛ وتلك الآل هي التي سميت آل الله، وتلك الآل هي ليتهنل
Halaman 302