أنطوني مطران، سان بطرسبرج
رد تولستوي على قرار المجمع
أما الكونت فإنه لم يجب بادئ بدء على قرار المجمع بشأنه، غير أن بعض الظروف التي ذكرها في كتابه حملته أن يرد عليه بما يأتي: قال: إنني لم أقصد بادئ بدء أن أرد على ما قرره المجمع بشأني، لولا أن ذلك القرار دعا كتابا كثيرين لا أعرفهم يرسلون إلي الرسائل تترى مشحونة بملامتي وعذلي، بل وشتمي؛ فالبعض منهم يوبخني على إنكاري ما لست أنكره، والبعض الآخر ينصحني بأن أومن بمن لم أترك الإيمان به، وبعضهم يوافقني على أفكاري، ولكني لا أعتقد أنه يوجد من يعتقد اعتقادي، وإن وجد فلا يجسر أن يصرح به على رءوس الأشهاد.
وقد عزمت أن أرد على قرار المجمع، وأظهر للملأ فساده، وأرد أيضا على جميع مراسلي الذين لا أعرفهم.
أما قرار المجمع فإنه يحتوي على نقائص عديدة؛ أولا: لأنه غير قانوني وذو وجهين متناقضين. ثانيا: هوائي عديم الحق والأساس، وعدا ذلك فإنه يتضمن نميمة ظاهرة؛ لأنه كان محركا لصفات ومقاصد سيئة.
غير قانوني وذو وجهين متناقضين لأنه إذا كان مقصودا به إبعادي عن الكنيسة فإنه لا يوافق عقائدها التي تمنع إصدار مثل هذا القرار، وإذا كان مقصودا به الإعلان بأن من لا يؤمن بالكنيسة وعقائدها ينفصل عنها، ومن هذا القبيل لم تكن له غاية سوى تهييج الأفكار ضدي، وإيجاد الشغب بين الشعب.
وهوائي لأنه يخطئني وحدي فقط بعدم الإيمان بجميع عقائد تعاليم الكنيسة الموضوعة، مع أنه جميع الناس المتنورين يشاركونني برفض تلك الاعتقادات، وصرحوا به في الكلام والقراءة والنشرات والكتب.
وهو عديم الأساس لأن معظم فحواه مبني على أنني نشرت بين الناس تعاليم كاذبة كانت سببا لتشويش أفكارهم، وضعضعت إيمانهم، مع أنني أؤكد أن الذين وافقوني على أفكاري لا يبلغون المائة عدا؛ لأن المراقبة كانت حاجزا حصينا دون انتشار تعاليمي بخصوص الدين، وقد لاحظت من الكتب الواردة لي بأن جميع الذين طالعوا قرار المجمع بشأني لم يفهموا ما كتبته بخصوص الدين.
والقرار عديم الصحة لأنه جاء في بنوده بأن الكنيسة استعملت أنجع الوسائل لرجوعي إليها، ولكن مساعيها لم تتكلل بالنجاح، وليس لذلك ظل من الحقيقة أبدا، ولم أعلم بشيء من ذلك.
والقرار يتضمن نميمة ظاهرة لأنه حرك الناس لجلب الضرر لي. وأخيرا أقول: إنه كان محركا عظيما لاقتراف أعمال قبيحة كما كان منتظرا منه؛ لأنه حرك الناس الجهلاء والبسطاء على بغضي والهياج ضدي وتهديدي بالقتل، وذلك ظاهر من الكتب التي وردت لي؛ فقد كتب لي واحد: «إنك الآن وقعت تحت اللعنة والحرمان أيها الشرير، وستذهب روحك بعد موتك إلى العذاب الأبدي ... حيث تموت كالكلب ... أنت محروم أيها الشيطان القديم ... فلتكن ملعونا!» وآخر يوبخ الحكومة التي لم تزجني بالسجن، أو تقصيني لأحد الأديرة، وقد ملأ كتابه بالشتائم القبيحة. وثالث كتب لي: «إذا كانت الحكومة لا توقفك عند حدك فنحن نجبرك على السكوت!» وأنهى كتابه باللعنات.
Halaman tidak diketahui