Bersama Arab: Dalam Sejarah dan Mitos
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
Genre-genre
وهكذا مالا إلى دارات رمل فاندسا فيها إلى حين، ثم قفلا إلى حيث صدرا وقيس ينشده شعره:
فأبت بنفس قد أصابت شفاءها.
وهنا قال راوية من هذا العصر: طالما عيب على العرب الثأر، والثأر حق يستوفى من الجناة، ولقد ابتدع الناس الحكومة لتثأر من الجاني لضحيته، ولم يكن للعرب في جاهليتهم حكومة تثأر لهم كما أصبح للناس فيما بعد، ولكن ... ولكن الحكومة كثيرا ما تجاوزت حدها فثأرت لنفسها، أو لفئة، من الناس أجمعين، ويقتل العربي البدوي عدوه بخنجر ثأرا لحق مهضوم، فيسمى ذلك وحشية وفوضى، وتقتل حكومة شعبا بأسلحتها لأنه أبى حمل النير، فيجد هذا العمل من يسميه تمدينا وتنظيما، ما أشبه الكلمات بالدمغات التي تلصق بالصرر لتهريبها في الجمارك عبر الحدود! وكم متجر بالأفيون، إذا نظرت إلى الدمغة على صناديقه، قرأت الكلمة: دواء! وحسبت الرجل طبيبا أو صيدليا !
إذا صدق الإيمان!
النعمان بن المنذر، ملك الحيرة وعامل الدولة الساسانية على عرب العراق وتخومه، كان له نديمان: خالد بن المضلل وعمرو بن مسعود بن كندة، اصطفاهما لساعات أنسه ولهوه، واشتد تعلقه بهما، فكان لا يطيق فراقهما في ليل أو نهار.
ولكنه شرب يوما وطرب حتى أخذ منه السكر كل مأخذ، وخيل له أن نديميه أساءا في حضرته الأدب، فأمر من فوره بقتلهما، فضرب السياف عنقهما.
ثم صحا النعمان في اليوم التالي، فطلب نديميه فقيل له: أوليس قد أمرت بقتلهما؟ إليك الجثتين!
فحزن حزنا شديدا وأمر بدفنهما ورفع بناءين جميلين فوق قبريهما سماهما الغريين، وقال: إن يوما شربت فيه وطربت لهو يوم نعيم، ولأجعلن كل يوم موافق له من كل عام يوم نعيم، فلا يفد علي فيه وافد إلا أكرمته وأجزلت عطاءه، ولكن يوما عرفت فيه بقتل نديمي لهو يوم بؤس، ولأجعلن كل يوم موافق له من كل عام يوم بؤس، فلا يأتيني أحد إلا قتلته وطليت بدمه الغريين.
فكانت تلك سنة النعمان أعواما طوالا، له في كل عام يومان متعاقبان: يوم نعيم يسر به نفسه ويسر الوافدين عليه، ويوم بؤس يغتم فيه ويغضب فلا يزوره أحد إلا قتله.
واتفق يوما أن خرج بحاشيته في نزهة صيد إلى البادية، فعرض له حمار من حمر الوحش، فطارده حتى بعد عن أصحابه وانفرد عنهم، وفاجأته السماء بمطر صبيب، فلجأ إلى خيمة رجل من طي يقال له: حنظلة بن أبي عفراء.
Halaman tidak diketahui