175

Maathir Sultaniyya

المآثر السلطانية

Genre-genre

وفى تلك الأوقات، ونظرا لعرض وطلب أبو الفتح خان، أطلق سراح الأسرى القراباغيين فأخبرت تلك الجماعة إلى الروس أن المجاهدين المنصورين بعيدون عن الملك والأحمال، وأن النار قد اشتعلت فى عشب الصحراء وعلف دواب الجيش غير موجود وبسبب هذا المأزق فإن أهالى المعسكر أصبحوا قرناء للعسرة والاضطراب، فتشجع الروس لسماعهم هذه الأقوال وأقدموا على الحرب. وكان الجيش الطالب للانتقام فى هذين اليومين، منذ أول طلوع الشمس وحتى وقت انسدال ستارة الظلام السوداء، وهم يسعون دائما فى كل ناحية من أجل إثارة المعركة ولم يكونوا يسترخون لحظة من أجل الراحة بسبب تتابع حراستهم وحزمهم للمعركة كالنجوم فى سهر حتى وقت السحر. وفى الوقت الذى وقع فيه تلاقى الفريقين والتقاء الفئتين، كانت مياه النهر فى ناحية الروس وكالجيش ملجأ النصرة بعيدا عن الماء من كل ناحية.

والخلاصة، أن الجيشين بدأء فى الكر والفر فى مواجهة بعضهما، [ص 173] وتقدم من إحدى النواحى فوج من عرب بسطام وتقدم من أحد الجوانب فوج حملة البنادق العراقية من فراهان وكزاز بشجاعة إلى درجة أنهم ساروا إلى فوهات المدافع والبنادق ونثروا الدماء من مفارق رءوس الأعداء وأرادفهم فى الهواء.

وكان الروس يخرجون أيضا بجلادة كاملة من وسط التحصينات ويشتبكون مع العرب. فكانت أطراف الثلج الذائب تسير كالبحر المواج على ساحة الصحراء من خيام أفواج الجيشين، ولم تكن الأسنة والرماح العالية القامة تقنع بتقصير عمر أحدهما للآخر بتقصير منها. وقد ألقى جنرال الروس صورة ملكه وسيفه على الأرض بسبب الاضطرابات من أجل تشجيع وتحريض الروس على أمر المعركة. ولأن شاهد النصر لم يظهر من أى ناحية، وقد أفسدت حرارة شمس تموز القلوب، فقد سحب الطرفان أيديهما من الحرب والقتال، واندفعوا إلى التوقف والكسل.

وعلى النحو الذى مر ذكره، كان الماء فى متناول جنود روسيا وكان العلف فى تلك الصحراء غير متوفر وجيش روسيا عنده المؤن الكثيرة، ولم يوجد من جسر" خدا آفرين" وحتى منزل خانشين ورق العلف والقش، حتى يصلوا إلى حبة القمح والشعير. فرجع النواب نائب السلطنة انتظارا لقدوم الجيش المكلف الجديد من بلاط الخديو جمشيد المقتدر بالأحمال والعتاد والمؤن على النظام نفسه الذى كان قد توجه إليه. وعبر من الجسر وتوقف فى عين" الحسن والحسين". وفى تلك الأثناء، قدم حسين خان وإسماعيل بك وحسن خان وأمان الله خان، حيث كانوا مكلفين من بلاط صاحب العالم كسرى الموفق مع أفواج بحر الشدة وسيل الشوكة إلى خدمة نائب السلطنة.

Halaman 216