Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Genre-genre
وقيل: بل انهزم لعظم ما لقي، وقد روى علي بن سليمان الكوفي، عن أبيه قال: لقيت الهيصم فذكرنا يحيى بن عمر وهزيمته عنه، فحلف بالطلاق ثلاثا ما انهزمت لصنيع ولا نفاق، وإنما كان يحيى رجلا نزقا في الحرب، فكان يحمل وحده ويرجع، فنهيته عن ذلك فلم يقبل، وحمل مرة كما كان يفعل، فبصرت عيني به في وسط عسكرهم، فلما رأيته قد قتل انصرفت بأصحابي. وعلى الحديث الأول أن يحيى لما رأى هزيمة الهيصم وأصحابه وقف ولم يكترث بذلك، ولم يزل يقاتل حتى قتل -رحمه الله تعالى ونفع به وبآبائه-، بعد أن [قد] أبلى بلاء شديدا لم ير مثله، ونكاهم نكاية عظيمة فاحتزوا رأسه.
وكان بوجهه ضربات فلم يكن يعرف معها، ولم يتحقق أهل الكوفة قتله، فوجه إليهم الحسين أبا جعفر الحسني يعلمهم أنه قد قتل، فلم يقبلوا قوله، وشتموه، وهموا به وقتلوا غلاما كان وجه معه، فوجه أخا كان ليحيى من أمه يعرف بعلي بن محمد الصوفي من ولد عمر بن علي -عليه السلام- وكان رجلا رقيبا دينا، مقبول القول، فعرف الناس قتل أخيه، فضجوا بالبكاء والصراخ والعويل، وكانوا ناشبين في القتال.
Halaman 359