Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Genre-genre
[استطراد في ذكر الإمام محمد بن محمد بن زيد]
فوثب محمد بن محمد بن زيد وهو غلام حدث السن، فقال : فات الهالك، وبقي الباقي، ودين الله لا ينصر بالفشل، وليست يد هذا -يعني أبا السرايا- عندنا سيئة، وقد شفى الغليل وأدرك الثأر، ثم التفت إلى علي بن عبيدالله، فقال: ما تقول يا أبا الحسن -رضي الله عنك-؟ فقد وصانا بك، أمدد يدك نبايعك، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: إن أبا عبيدالله-رحمه الله- قد اختار لكم فلم يعدل الثقة في نفسه وما أرد وصيته تهاونا بأمره، [ولا أدع هذا زهدا، ولا رغبة عنه] ولكن أتخوف أن أشتغل به عن غيره مما هو أحمد عاقبة، فامض -رحمك الله- لأمرك، واجمع شمل ابن عمك، فقد قلدناك الرئاسة علينا، فأنت الرضى عندنا، والثقة في أنفسنا فبايعوه، وفرق عماله، وكان من جملة عماله إبراهيم بن محمد بن جعفر الصادق فأذعن له اليمن بالطاعة بعد وقعة كانت، قيل: إنه قتل فيها من جنود العباسية خمسة عشر ألفا حتى سمي إبراهيم الجزار، وكان ينزل هو وشيعته بالقطيع من صنعاء، وكانت سكته تدعى بشارع المبيضة، وخرب سد الخانق بصعدة، وقتل البطون التي تبغض أهل البيت باليمن وهم بنو الحارث بنجران، والسليمانيون بعيان، واللعويون بريدة، والكباريون بأثافث والآبارة بظهر، والحواليون ببيت ذخار، وبنو يافع بالسر، وتواترت الكتب على محمد بن محمد بالفتح، وعظم أمره، وأمر أبي السرايا على الحسن بن سهل وزير المأمون، فقام وقعد في حرب أبي السرايا، ووقعت وقائع أكثرها على العباسية حتى إذا كان بعض الوقعات انكسر عسكر أبي السرايا.
Halaman 334