علم الله أني أمحض الو
د وأني لما تجب محث
قال أبو بكر : في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من ذي الحجة قبض على علي بن محمد بن الفرات، وعلى صاحبه موسى بن خلف وعلى عبيد الله بن خير النصراني المكنى بأبي منصور.
~~وعلى جماعة من شتابه، وأصحابه، وحجابه، في النواحي. وهرب ابنا فرخويه، فنهبت دور القوم، فكانت وزارة على بن الفرات هذه [69 ب] ثلاث سنين وثمانية أشهر واثني عشر يوما، وطولب علي بن محمد بأمواله وذخائره فاجتمع منها مع ودائعه، ومصادرة أصحابه سبعة ألف ألف دينار.
~~قال الصولي : وحدثني بعض الثقات من جيرانه في سوق العطش اقال : ما زلنا نسمع ضجيج النساء بالليل في دار ابن الفرات وحولها من أيدي الجند الموكلين بها والناس فيها، فاجتمع الناس ليلا وأحاطوا بالدار، فلما علم بموضعهم خرج من في الدار إلى الأبواب، ووكل الجيران بالحرم ثلهن في دار واحدة، ثم حرست إلى الغد ثم أخرجن، وبلغ المقتدر بالله الخبر، فاشتد غضبه، وصرف الموكلين عن الدور.
~~قال الصولى: ولا نعرف وزيرا جلس في الوزارة وملكه من العين والورق والضياع والأثاث يحيط بعشرة ألف ألف دينار غير ابن الفرات، وكانت له أياد جليلة، وفضائل كثيرة، أنا ذاكرها في «كتاب [70ا] الوزراء» إذا انتهيت إلى ذكره، وإنما نذكر هنا من أخباره ما لا بد إن شاء الله.
~~ولم ير مع ذلك وزير أودع من الأموال وجوه الناس جميعا ما أودع سواه [مثلها] (1)، فإنه لم يكن ببغداد في ذلك الوقت قاض ولا عدل ولا تاجر مستور إلا ولابن الفرات عنده وديعة، وأكثر الودائع له كانت قبل أن يلي الوزارة، وبلغت غلته ألف ألف دينار، وكان قوم من الكتاب الذين (2) لم يحظوا بأيامه قد لقبوه بأبي ( ) (3). فلما قبض عليه قال بعضهم:
فرق أمر المل في عصبة
بين كسير وأخيه عوير
بين بني فرخويه( ) (4)
وسادس القوم أخوه الذي
ينهؤ فيما بينهم مثل عيز
إن كان هذا قدرا جاريا
فما جري واللو فينا بخيز
Halaman 82