جاروك بالآراء جري مهجن
فصبرت للغايات صبر جواد
فكان كثيرا ما ينشد هاذين البيتين ويقول: صدق والله الصولي، فتحت فارس مرتين أنفقت فيها أربعة ألف ألف دينار، كل ذلك ليستوي خرج السلطان ودخله على توسعة في النفقات، وقد استوى ذلك، إن لم تقع زيادة وإفراط، وتفضل في كل سنة ستمائة ألف دينار.
~~فلما رأيت إعجابه بهذا المعنى ذكرته في شعر اخر مدحته به وهنأته بفتح فارس أوله:
يا قريب المحل صعب المنالي
وبديع الدلال فرد الجمال
وشبيه الغزال عينا وجيدا
وعديل القضيب في الاعتدال [52 آ]
لا تلمني على هواك فاني
مستريح من قيل واش وقال
نطقت بالفتون منك جنون
أخرست فيك السن العذال
لحنت عهدي ولم أخن لك عهدا
ووصلت الصدود بعد وصال
ليس صعبا علي هجر دلالي
منك إن لم يكن بهجر ملال
خطرت بي إلى الوزير قواف
لائحات في صحفها كاللالي
خير من قلد الأمور ومن
بدل أهل الزمان حالا بحال
يمن تدبيرك الذي ثبت المل
ك فأضحى به عزيز المنال
وهي طويلة ومنها :
أتلف «الليث» طول رأيك لما
عجزت عنهآ حيلة المحتالي
وبثثت الجيوش في أرض شي
راز محل الخوارج الضلال
ملكوها خمسين عاما بيع
قوب عصاة والأعور الدجال
وأطافوا بطاهر بعد واللي
ث فآبوا بذلة ونكال [52 ب]
وأتاك الكتاب ينطق بالفتح
وأسر المضلل «القتال»
قد لعمري أرحت منهم سريعا
بعدما طلوا أشد مطال
ثم عورضت بالفساد فأصلح
فت على الكره فاسد الأعمال
لك فيمن عصى الخليفة بأس
تابع للقضاء والآجال
فكان يحفظ هذه الأبيات الأخيرة لمحبته لمعناها.
~~قال الصولى: فكان الخبر قبل هذا قد ورد بأن طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث انهزم من يد سبكري، وأن السبكري أخد أولياءه، فأنشدته قصيدة أولها:
Halaman 67