ويتركني الصياح ولم أوشح ... مناكبها بملتفت العنار
ولم أحلب بأطراف الغوالي ... من الجلى فراق دم ممار
ولم أرم الفلاة برًا قصاب ... جفاف الجف موجد الفقار
ولا حظى من الدنيا يراف ... ولا رندي من العليا بواري
ولا جار الخيانة لي بجار ... ولا دار المهانة لي بدار
وما عرق النبوة في ترضى ... بأن أرضي لفخري باختفار
معاذ الله لا يذيب فعنى ... بدر بمزية افتسار ولا أمسى
أنساب النقباء
نقيب النقباء بنيسابور
الأمير السيد الأجل جلال الدين عماد الإسلام العزيز ابن السيد الأجل العالم ملك النقباء في العالمين أبي الحسن علي بن جلال الدين أبي منصور محمد بن السيد الأجل عماد الدين أبي محمد يحيى بن السيد الأجل ركن الدين أبي منصور هبة الله بن السيد الأجل أبي الحسن علي بن الأمير السيد العالم الزاهد أبي جعفر محمد بن السيد الأجل أبي علي محمد ابن الأمير الرئيس أبي الحسين محمد ابن السيد الأجل نقيب النقباء شيخ العترة ابي محمد يحيى بن السيد الأجل أبي الحسين بن محمد بن أبي جعفر أحمد الزاهد ابن محمد زبارة ابن عبد الله المفقود ابن الحسن المكفوف ابن الحسن الأفطس بن علي الأطهر ابن علي زين العابدين ﵁.
فصل
أنساب أمراء مكة
حرسهم الله وحرسها وأمراء المدينة الذين يقال لهم المهنائية لكثرة اسم المهنا فيهم:
أمير مكة قاسم بن هاشم بن فليتة بن قاسم بن محمد بن هاشم بن محمد شكر بن أبي الفتوح حسن بن جعفر بن محمد الأمير ابن الحسين الأمير ابن محمد الأكبر بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله الديباج ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ﵄.
فللأمير فليته: عبد الله ويحيى وعيسى وهاشم، وعيسى الآن أمير مكة من قبل الإمام المستنجد بالله.
وللأمير محمد قاسم الشجاع: شمس المعالي شميلة، والأمير الحسين.
وللأمير أبو الفتوح الحسن: الأمير محمد شكر، أمه بنت علي بن أحمد الحسيني الزاهد العابد.
وللأمير أبي الحسن بن أبي جعفر محمد: الأمير عيسى، والأمير الفتوح. وعيسى كان الأمير إلى أن مات، وأمهما بنت الحسين السليماني.
والعقب من الأمير أبي جعفر محمد بن الأمير حسين رجلان: الحسين أبو عبد الله، وأبو الحسن جعفر أمير مكة، أمهما أم سلمة بنت عبد الله الديباج. توفي الحسين بمكة سنة خمس وستين وثلاثمائة. وتوفي الأمير جعفر في ذي الحجة سنة سبع وستين وثلاثمائة.
والعقب من الأمير الحسين بن محمد الأكبر بن موسى بن عبد الله رجلان: أبو جعفر محمد الأمير، وأبو هاشم محمد.
فصل
الأمير السيد الأجل ملك الحجاز والحرمين أبي الفتوح الحسن بن جعفر.
قال السيد: رأيته يصلي في المسجد الحرام يوم الأضحى في سنة ثمان وأربعمائة، ومن أشعاره ما ذكره الشيخ علي بن الحسن في كتاب دمية القصر:
وصلتني الهموم وصل هواك ... وجفاني الرقاد مثل جفاك
وحكى لي الرسول أنك غضبى ... يا كفى الله شر ما هو حاك
والأمير شكر محمد ابنه كان أميرًا عادلًا سائسًا، أجرى الأمور على قواعدها، ونفذت أوامره في مكة والطائف وحدود اليمن وملك اليمن كان يكتب إليه ويراسله، وهكذا من أعراب البادية بنو هديم وبنو ذباب وبنو غرة وبنو رعب والخلط. فلما فارق الدنيا قام مقامه ابنه الأمير هاشم، وبعد الأمير هاشم الأمير محمد.
وبعده الأمير قاسم، وكان الأمير قاسم أميرًا يضرب بشجاعته مثلًا.
وقيل: إنه كان يحك أنامله على الدينار فيمحو أرقومه ونقوشه، وإذا هم بقتل إنسان قلع رأسه بيده عن بده بلا آلة.
وحكى في حصه العرب أبو بلبل الجعفري وكان نائبًا لأمير محمد، ثم لأمير هاشم، ثم لأمير قاسم، ثم لأمير فليتة، ثم لأمير هاشم بن فليته، وعاش مائة وسبع سنين، وملك نيشابور في فتن العرمر جوع أن أخت الأمير قاسم بعثت دنانير إلى أخيها الأمير قاسم ليشتري منه الحنطة، وكان بمكة قحط مسد وغلى مهلك.
فعرف الأمير قاسم أن الدنانير لأخته، فمحى بإبهامه أرقامها وردها إلى أخته وقال للرسول: بلغ إلى أختي أن دنانيرك فريفة لا سكة لها.
1 / 58