Mengapa Orang Islam Terlambat dan Orang Lain Maju?
لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟
Genre-genre
لا شك أن الجواب يكون: عدة ملايين تجمع في بضعة أشهر، فإن قيل للبروتستانتيين: تعالوا فقد أذنا لكم في تنصير البرابرة فابذلوا في هذه السبيل ما أمكنكم، فإنها تدر حينئذ الملايين بقدر ضعفي ما يدر من الكاثوليكيين، وفي مدة أقصر من المدة التي يجمع فيها المال الذي يجود به هؤلاء.
فلنقل للمسلمين: إن البرابر صاروا على شفا الخروج من الإسلام، وإن الأس في هذا الصبوء عن دين الإسلام هو الجهل، فعلينا أن نرسل إليهم علماء ووعاظا؛ ليتفقهوا في الدين، وأن نبني لهم المساجد والمدارس والكتاتيب والملاجئ ... إلى غير ذلك من الوسائل التي تمسك بحجزاتهم عن مفارقة الإسلام والمسلمين.
فكم تظن المبلغ الذي يجود به المسلمون بعد اللتيا والتي لهذا العمل؟ لا أظن أنهم يجودون بما يتجاوز جزءا من مئة مما يبذله الكاثوليك أو البروتستانت.
48
فهذه هي حمية المسيحيين على دينهم، وهذه هي حمية المسلمين.
ومن الناس من يسأل عن أسباب انحطاط المسلمين وقصورهم عن مباراة سواهم، فلو تأمل في هذه الفروق في النهضة والحمية لوجد عندها الجواب الكافي.
ومن أغرب الأمور أن نرى الأوروبيين ودعاتهم وتلاميذهم من الشرقيين بعد هذا كله يتهمون المسلمين بالتعصب الديني وينبزونهم بلقبه، وينتحلون لأنفسهم التساهل في الدين! إن هذا والله لعجب عجاب.
وها أنذا الآن في كتابتي هذه التي معناها الدفاع لا التجاوز، والأستاذ الأكبر صاحب المنار، وعبد الحميد بك سعيد رئيس جمعية الشبان المسلمين وغيرنا من المدافعين عن حق الإسلام، والرجال الذين يبغون منع الاعتداء على الإسلام وينادون المسلمين لينتبهوا للخطر المحدق بهم - متهمون بالتعصب الديني ومنبوزون بهذه الكلمة، لا بين غير المسلمين فقط، بل بين المسلمين الجغرافيين أيضا - أعني الذين يتباهون بأن سياستهم «لادينية» وطالما صرحوا بأنهم لا يقيمون للدين وزنا، وطالما تزلفوا إلى المسيحيين بكونهم هم لا يدافعون عن الدين الإسلامي كما يدافع زيد وعمرو ... وهؤلاء فئة معروفة يعرفهم الناس، وهم يعرفون أنفسهم، ولو فكر المسيحيون في شأنهم لعلموا أنهم ليسوا على شيء، وأنهم لا يستحقون الاحترام منهم؛ لأن الذي يتزلف إلى الناس بمثل هذه الطرق حري بأن لا يكون أهلا للثقة ولا للكرامة، وما يزين المرء شيء مثل الاستقامة واستواء الباطن والظاهر.
فالمسلم إذا لا يخلص من لقب «متعصب» إلا إذا سمع أن الفرنسيس يحاولون تنصير البربر، فمر بذلك كأن لم يسمع شيئا، وإلا إذا سمع أن الهولانديين نصروا مئة ألف - وقد زعم أحد نواب البرلمان الهولاندي أنهم فازوا بتنصير مليون مسلم من مسلمي الجاوى - وهز كتفه قائلا: أنا لا يهمني أكان الجاوي مسلما أم مسيحيا ... هنالك «المسلم» يصير «راقيا» ويعد «عصريا» ويصير محبوبا ويقال فيه كل خير؟!
وأما الأوروبي فله أن يبذل القناطير المقنطرة على بث الدعاية المسيحية بين المسلمين، وله أن يحميها بالمدافع والطيارات والدبابات، وله أن يحول بين المسلمين ودينهم بالذات وبالواسطة، وله أن يدس كل دسيسة ممكنة لهدم الإسلام في بلاد الإسلام، وليس عليه حرج في ذلك، ولا يسلبه هذا العمل صفة «راق» و«متمدن » و«عصري» وأغرب من هذا أنه لا يسلبه نعت «مدني» و«لاديني» و«متساهل».
Halaman tidak diketahui