غادر دار عدنان شومة بحمل جديد أثقل من الحمل الذي جاء به .. ولدى اجتماعه بفاضل صنعان أفضى إليه بسره الجديد .. فكر فاضل في الأمر طويلا، ثم قال: أصبحت ذا عينين، عين لنا وعين علينا.
لكن عبد الله غرق في همه، فسأله: ألا تعتبر ذلك كسبا لنا؟
فقال عبد الله بوجوم: إني مطالب بما يدل على إخلاصي في العمل!
فلاذ فاضل بالصمت متفكرا، فمضى عبد الله: أتساءل أحيانا هل دعاني الرجل لشكه في أمري؟
فبادره فاضل: إنهما أصحاب عنف فلا حاجة بهما إلى الحيلة. - أوافقك، ولكن كيف أثبت إخلاصي؟
فرجع فاضل للتفكير في الأمر، ثم قال: تقضي المصلحة أحيانا إرسال أناس منا إلى بلاد بعيدة، سأدلك على أحدهم لتبلغ عنه بحيث يفلت في الوقت المناسب «مصادفة»!
فقال عبد الله وعيناه تبرقان بالفكر: حل موفق، ولكن لا يجوز تكراره!
فقال فاضل مخاطبا نفسه: حقا إنها ورطة! - ها أنت ذا تشاركني الرأي أخيرا.
وسأل نفسه هل يستطيع الاستمرار في تنفيذ مشروعه السري؟! وتشعث تفكيره فجأة عندما رأى المعلم سحلول يعبر الطريق أمامهم مسرعا لا يلوي على شيء .. انقبض صدره كالعادة ولكز فاضل بكوعه متسائلا: ماذا تعرف عن هذا الرجل؟
فقال فاضل بنبرة طبيعية: سحلول تاجر المزادات والتحف، كان من أصدقاء أبي، ولعله التاجر الوحيد الذي يملك صحيفة بيضاء. - ماذا تعرف عنه أيضا؟ - لا شيء. - ألا يثير فضولك غموضه؟ - غموضه؟! ما هي إلا البساطة الصريحة، رجل نشيط خبير، ولا شأن له بالآخرين، ما الذي يدعوك للتساؤل؟
Halaman tidak diketahui