Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Penerbit
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Tahun Penerbitan
1315 هـ
الخلق برهم، وفاجرهم ، وكان رضي الله عنه يقول: من أراد أن عورته تستر، ولا تهتك فليحلم على من جني عليه، وليتكرم على الناس بما في يديه، وكان رضي الله عنه يقول: من شأن كل عاقل الزهد في أبناء الدنيا، وذلك لأنهم يشغلونه بذكرها، وما هم عليه عما هو متوجه إليه من مصالح دينه ودنياه، رضي الله عنه.
ومنهم محمد بن عليان النسوي
رحمه الله تعالى ورضي عنه
من كبار مشايخ نسا، ومن أصحاب أبي عثمان الحيري الذي قيل فيه إنه إمام أهل المعارف كان رضي الله عنه يخرج من نسا قاصدا إلى أبي عثمان في مسائل واقعات، فلا يأكل، ولا يشرب في الطريق حتى يدخل نيسابور فيسأله عن تلك المسائل، وكان رضي الله عنه من أعلى المشايخ همة، وله الكرامات الظاهرة، ومن كلامه رضي الله عنه؛ الزهد في الدنيا مفتاح الرغبة في الآخرة، وكان رضي الله عنه يقول آيات الأولياء، وكراماتهم رضاهم بما يسخط العوام من مجاري المقدور، وكان يقول: لا يصفو للسخي سخاؤه إلا بتصغير ما أعطاه ورؤية الفضل لمن أخذه منه، وكان رضي الله عنه يقول: من خدم الله لطلب ثواب أو خوف عقاب فقد أظهر خسته، وأبدى طمعه، وقبيح بالعبد أن يخدم سيده لغرض دنيوي، أو أخروي وكان رضي الله عنه يقول: من أظهر كرامته فهو مدع، ومن ظهرت عليه الكرامات فهو ولي رضي الله عنه.
ومنهم أبو بكر أحمد بن محمد بن سعدان
رضي الله تعالى عنه
بغدادي الأصل صحب الجنيد، والثوري رضي الله عنهم، وهو من أعلم شيوخ وقته بعلوم هذه الطائفة، وكان عالما بعلوم الشرع مقدما فيها ينتحل مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه ذا لسان وبيان.
وطلبوا مرة من يرسلونه إلى الروم من أهل طرطوس فلم يجدوا مثله في فضله، وعلمه، وفصاحته، وبيانه حتى قالوا في ذلك الزمان لم يبق في هذا الزمان لهذه الطائفة إلا رجلان أبو علي الروذباري بمصر، وأبو بكر بن سعدان بالعراق، وأبو بكر أفهمهما كان رضي الله عنه يقول: من أراد صحبة الصوفية فليصحبهم بلا نفس، ولا قلب، ولا ملك، وكان رضي الله عنه يقول: من تعلم علم الرواية ورث علم الدراية، ومن تعلم علم الدراية ورث علم الرعاية، ومن عمل بعلم الرعاية هدي إلى سبيل الحق.
وكان رضي الله عنه يقول: من جلس للمناظرة على الغفلة لزمه ثلاثة عيوب الأول الجدال والصياح، وذلك منهي عنه الثاني حل العلو على الخلق، وذلك منهي عنه أيضا الثالث الحقد، والغضب، وذلك منهي عنه أيضا ومن جلس للمناصفة كان كلامه أوله موعظة، وأوسطه دلالة، وآخره بركة، وكان رضي الله عنه يقول: إذا بدت الحقائق طمست آثار الفهوم، والعلوم وكان يقول: خلقت الأرواح من النور، وأسكنت الهياكل فإذا قوي الروح جانس العقل، وتواترت الأنوار، وزالت ظلم الهياكل، وصارت الهياكل روحانية بأنوار الروح، والعقل وانقادت، ولزمت طريقها، ورجعت الأرواح إلى معدنها من الغيب تطالع مجاري الأقدار، وترضى بموارد القضاء، والقدر وكان رضي الله عنه يقول: الصوفي هو الخارج عن النعوت والرسوم رضي الله عنه.
ومنهم أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد
رضي الله تعالى عنه
ابن بشر بن درهم بن الأعرابي الأموي رضي الله عنه: بصري الأصل سكن بمكة وكان أوحد وقته وكان في وقته شيخ الحرم ومات بها سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وصنف للقوم كتبا كثيرة، وصحب الجنيد، والثوري، وعمرا المكي، والمسوحي، وأبا جعفر الحداد، وكان من كبار مشايخ هذه الطائفة، وعلمائهم، ومن كلامه رضي الله عنه قد ثبت الوعد، والوعيد من الله تعالى فإذا كان الوعد قبل الوعيد، فالوعيد تهديد، وإذا كان الوعيد قبل الوعد، فالوعيد منسوخ فإذا اجتمعا معا فالغلبة، والثبات للوعد لأن الوعد حق العبد، والوعيد حق الله، والكريم يتفضل بترك حقه.
وكان رضي الله عنه يقول: قل من ادعى قوة في أمر إلا خذل ووكل إلى قوته وكان رضي الله عنه يقول: لو قيل للعارف تبقى في الدنيا لمات كمدا، ولو قيل لأهل الجنة تخرجون منها لماتوا كمدا فما طابت الدنيا للعارفين إلا بذكرهم الخروج منها ، وما طابت الجنة لأهلها إلا بذكرهم الخلود فيها، وكان رضي الله عنه يقول: مدارج العلوم لكون بالوسائط، وأما مدارج الحقائق فلا تكون إلا بالمكاشفة، وكان يقول: أحسن أوقات، وقت يكون الحق فيه راضيا عني، وكان رضي الله عنه يقول: من أخلاق الفقراء السكون عند الفقد، والاضطراب عند الوجود، والأنس بالهموم، والوحشة عند فرح الناس بالدنيا رضي الله عنه.
ومنهم أبو عمرو محمد بن إبراهيم الزجاجي
رضي الله تعالى عنه
نيسابوري الأصل صحب الجنيد، والثوري وأبا
Halaman 100