Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Penerbit
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Tahun Penerbitan
1315 هـ
يقول: إذا بلغك عن الرجل القول فأنكره فخذ بقوله، ودع ما بلغك، وكان يقول: كنا نضحك، ونلعب ونمزح فلما بلغنا المحل الذي يقتدي بنا فما بقي إلا الإمساك عن ذلك، وكان يقول: إذا تكلم الفقيه بالإعراب ذهب الخشوع من قلبه، وكان يقول: لا تكمل محبة الأخ في الله تعالى حتى يكون أحب من الأب والأم والأخ الشقيق، وكان يقول طول الكمد أحب إلي من إسبال الدمعة للخائفين، وكان يقول: إن العقل إذا طاش فقدت الحرفة، فإذا فقدت الحرفة قلصت الدمعة، وإذا ثبت العقل فهم صاحبه الموعظة فأحرقته، فحزن وبكى وكان رضي الله عنه يقول: ما أراك تعذبنا وتوحيدك في قلوبنا ولو فعلت ذلك لجمعت بيننا وبين قوم طالما عاديناهم فيك، وكان يقول: كانت العلماء إذا علموا عملوا، وإذا عملوا اشتغلوا بأنفسهم، فإذا اشتغلوا فقدوا فإذا فقدوا طلبوا فإذا طلبوا هربوا، وكان رضي الله عنه يقول: لا تبذل قط علمك لمن لا يسأله، وكان يقول كان أشياخنا رضي الله عنهم يسمون الدنيا الدنية ولو وجدوا لها اسما شرا منه لسموها به، وكان رضي الله عنه يقول: كانت أخبار بني إسرائيل الصغير منهم والكبير لا يمشون إلا بالعصا مخافة أن يختال أحدهم في مشيه إذا مشى.
ومنهم كعب الأحبار
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله عنه يقول ما استقر لعبد ثناء في الأرض حتى يستقر له في السماء وكان يقول: أنيروا بيوتكم بذكر الله كما تنيرون قلوبكم به وكان رضي الله عنه يقول: يأتي على الناس زمان تكثر فيه المسألة فمن سأل في تلك الزمان لم يبارك له فيه وكان يقول: ما من أحد يساق إلى النار إلا وهو مسود الوجه، وقد وضعت الأنكال في قدميه، والأغلال في عنقه، إلا من كان من هذه الأمة فإنهم يساقون إلى النار بألوانهم من غير تسويد وجوههم لأنهم كانوا يسجدون عليها في دار الدنيا، وكان رضي الله عنه يقول: إنما سمى الخليل أواها لأنه كان إذا سمع بذكر النار قال: أواه من النار وكان يقول: يوشك أن تروا جهال الناس يتباهون بالعلم ويتغايرون على التقدم به عند الأمراء كما يتغابر النساء على الرجال فذلك حظهم من علمهم.
وكان يقول صلاة بعد صلاة ليس بينهما لغو كتاب في عليين، وكان رضي الله عنه يقول: لا يذهب ألم الموت عن الميت ما دام في قبره. توفي رضي الله عنه في خلافة عثمان رضي الله عنهما.
ومنهم عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله عنه يكره صيد البر أيام فراخه رحمة بأمه وبه وكان يقول: تبارك من خلقك وجعلك تنظر بشحم وتسمع بعظم وتتكلم بلحم، وكان رضي الله عنه يقول: ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة يوما يوما، وساعة ساعة، فالساعة التي لا يذكر الله تعالى فيها تتقطع نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت عليه ساعة مع ساعة ويوم مع يوم، وكان رضي الله عنه يقول: أدركنا الناس وهم أول ما يستيقظون ويصلون الصبح يتفكرون في أمر معادهم وما هم صائرون إليه، ثم يفيضون بعد ذلك في الفقه والقرآن. ولد رحمه الله سنة ثمان وثمانين، ومات سنة سبع وخمسين ومائة، وكان مولده ببعلبك، ومات في حمام بيروت دخل الحمام فذهب الحمامي في جماعة وأغلق عليه الباب ثم جاء فوجده ميتا متوسدا بيمينه مستقبل القبلة.
ودخل عليه المنصور فقال. عظني فقال: ما أحد من الرعية إلا وهو يشكو بلية أدخلتها عليه أو ظلامة سقتها إليه، وكان يقول لقاء الإخوان خير من لقاء الأهل والمال، وكان يقول الفاز من عياله كالآبق لا يقبل الله منه صوما، ولا صلاة حتى يرجع إليهم، وكان رضي الله عنه، يقول: لو قبلنا من الناس كل ما يعرضون علينا لهنا في أعينهم رضي الله عنه.
ومنهم حسان بن عطية
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله تعالى عنه إذا صلى العصر تنحى في ناحية المسجد فيذكر الله تعالى حتى تغيب الشمس، وكان يقول: من أطال قيام الليل هون الله عليه طول القيام يوم القيامة، وكان يقول ما ازداد العبد في علمه وعمله إخلاصا إلا ازداد الناس منه قربا وكان يقول: بكى آدم عليه السلام على خروجه من الجنة سبعين عاما، وبكى على خطيئته سبعين عاما، وبكى على ابنه حين قتل أربعين عاما، وأقام بمكة مائة عام والله أعلم.
ومنهم عبد الواحد بن زيد
رضي الله تعالى عنه
أدرك الحسن البصري وغيره وكان يقول: مثل المؤمن مثل الولد في الرحم لا يحب الخروج، فإذا خرج لم يحب أن يرجع، فكذلك المؤمن إذا
Halaman 39