Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Penerbit
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Tahun Penerbitan
1315 هـ
لو رأيتموهم لاحترقت أكبادكم، وكنا نرى نفوسنا في جهنم لصوصا، وكان يقول العقاب مفتاح التقالي، والعتاب خير من الحقد، وكان رضي الله عنه يقول: أكرموا سفهاءكم، فإنهم يكفونكم العار والنار، وكان يقول: إذا اعتذر إليك أحد فتلقه بوجه طلق إلا أن تكون قطيعته قربة إلى الله تعالى.
توفي رضي الله عنه سنة اثنتي عشرة ومائة رضي الله تعالى عنه.
ومنهم زيد القائي
رضي الله تعالى عنه
كان ورعا زاهدا ذا هيبة يراه الرجل فيرجف فؤاده من هيبته، وكان قد قسم الليل أثلاثا ثلثا عليه، والثلثين على أخويه، فكان يقوم ثلثه ثم يجيء إلى أخيه فيركضه برجله فيجده كسلان لا يقوم، فيقول: له نم أنا أقوم عنك فيقوم ثم يأتي إلى أخيه الآخر فيقول له قم فيجده كسلان، فيقول له نم أنت الآخر أنا أقوم عنك، فكان يقوم الليل كله.
توفي رضي الله عنه سنة اثنتين وعشرين ومائة.
ومنهم منصور بن المعتمر
رضي الله تعالى عنه
كان الثوري رضي الله عنه يقول: لو رأيت منصورا وهو واقف يصلي لقلت إنه يموت الساعة، فكانت لحيته تلصق بصدره، وكان يقوم الليل على سطح داره، فلما مات قالت ابنة جاره لأبيها يا أبت أين ذلك العمود الذي كان فوق سطح جارنا وذلك لأنها كانت لا تصعد إلا ليلا، وصام ستين سنة، وقام ليلها ، وكان يبكي حتى يرحمه أهله طول ليله، فإذا أصبح كحل عينيه وادهن، وخرج إلى الناس حتى كأنه بات نائما يخفي عمله عن الناس وكان رضي الله عنه قد عمش من البكاء. وحبسوه شهرا ليتولى القضاء فلم يرض فقالوا لعامل الكوفة لو نشرت لحمه لم يل لك قضاء فخلى عنه وحل قيده، وكان منصور رضي الله عنه لا يراه أحد إلا ظن أنه قريب عهد بمصيبة منكسر الطرف منخفض الصوت رطب العينين إذا حركته جاءت عيناه بالدموع.
توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة رضي الله تعالى عنه، وكان رضي الله عنه يقول: أولم يكن لنا ذنب إلا محبتنا للدنيا لاستحقينا دخول النار، وكان يقول للعلماء إنما أنتم متلذذون يسمع أحدكم العلم ويحكيه وإنما يراد من العلم العمل ولو عملتم بعلمكم لهربتم من الدنيا، لأن العلم ليس فيه شيء يدل على حبها وكان يقول من أعظم الزهد في الدنيا الزهد في لقاء الناس وكان رضي الله عنه يقول اللهم لا ترزقني مالا ولا ولدا ولا دارا ولا خادما وما أعطيت لي مما تكره فخذه مني.
ومنهم سليمان بن مهران الأعمش
رضي الله تعالى عنه
كان الأغنياء والسلاطين يكونون في مجلسه أحقر الحاضرين وهو مع ذلك محتاج إلى رغيف وكان يقول: نقض العهد وفاء بالعهد لمن ليس له عهد، وكان إذا قام من النوم فلم يصب ماء وضع يده على الجدار فتيمم حتى يجد الماء محافظة على الطهارة، وكان يقول أخاف أن أموت على غير وضوء فإن الموت يأتي على غير ميعاد.
ومكث قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، وكان يقول أما يخشى أحدكم إذا عصى الله تعالى أن يثور من تلك المعصية دخان يسود وجهه بين الناس، وكان رضي الله عنه يقول: إذا فسد الناس أمر عليهم سرارهم وكان يقول: إذا أنا مت فلا تعلموا بي أحدا واذهبوا بي إلى ربي فاطرحوني في اللحد فإني أحقر من أن يمشي أحد في جنازني، وكان رضي الله عنه يقول: والله لو كانت نفسي في يدي لطرحتها في الحش، رضي الله تعالى عنه.
ومنهم أويس الخولاني
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله عنه يقول: ليس بفقيه من يحدث بالحديث من غير عمل وكان رضي لله عنه يقول: لا يهتك الله ستر عبده وفي قلبه مثقال ذرة من خير وكان يقول إعراب اللسان يقيم جاهك عند الناس وإعراب القلب يقيم
جاهك عند الله تعالى. وكان يقول لي كذا وكذا سنة ما عملت عملا يستحي منه إلا الجماع ودخول الخلاء وكان يعلق سوطه في مسجده، ويقول: أنا أحق بالسوط من الدواب، وكان إذا أخذته فترة مشق ساقه بالسوط، وكان رضي الله عنه يمشي على الماء في دجلة بغداد رضي الله عنه.
ومنهم مكحول الدمشقي
رضى الله عنه
كان يقول: من أحيا ليلة في ذكر الله عز وجل أصبح كيوم ولدته أمه، وكان يقول: إذا كان الفضل في الجماعة فإن السلامة في الغزلة، وكان رضي الله عنه يقول: إذا كان في أمة خمسة عشر رجلا يستغفرون الله عز وجل كل يوم خمسا وعشرين مرة لم يؤاخذ الله تعالى تلك الأمة بعذاب العامة، وكان يقول: من طاب ريحه زاد عقله، ومن نظف ثوبه قل همه والله أعلم.
ومنهم يزيد بن ميسرة
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله عنه
Halaman 38