Lataif Macarif
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
Penyiasat
ياسين محمد السواس
Penerbit
دار ابن كثير
Nombor Edisi
الخامسة
Tahun Penerbitan
1420 AH
Lokasi Penerbit
بيروت
Genre-genre
Tasawuf
إذا بكى الخائفون فقد كاتبوا الله بدموعهم. رسائلُ الأسحارِ تُحملُ ولا يَدرِي بها الفلكُ، وأجوبتُها تَرِدُ إلى الأسرارِ ولا يعلَم بها المَلَكُ.
صَحائِفُنا إشارَتُنا (^١) … وأكثرُ رُسْلِنا الحُرَقُ
لأنَّ الكُتْبَ قد تُقرا … بغيرِ (^٢) الدَّمعِ لا تَثِقُ
لا تَزالُ القصصُ تُستعرَضُ وتوقَّع (^٣) بقضاء حوائج أهلِها إلى أن يطلُعَ الفجرُ. ينزل ربُّنا كلَّ ليلةٍ إلى السَّماء الدُّنيا، فيقول: هل من تائبٍ فأتوبَ عليه؟ هل من مستغفر فأغفِرَ له؟ هل من داعٍ فأجيبَ دعوتَه؟ إلى أن ينفجرَ الفجرُ (^٤). فلذلك كانوا يفضِّلون صلاةَ آخر الليلِ على أوله.
نحنُ الذين إذا أتانا سائِلٌ … نُولِيه إحسانًا وحُسْنَ تَكَرُّمِ
ونقولُ في الأسحارِ هل مِن تائبٍ … مُستغفرٍ لِينَالَ خَيْرَ المغنَمِ
الغنيمةُ تُقسَمُ على كلِّ مَن حضَرَ الوقعةَ، فيعطَى منها (^٥) الرجَّالةُ (^٦) والأُجراءُ والغِلمانُ مع الأمراءِ والأبطالِ والشجعانِ والفرسانِ، فما يطلُعُ فجرُ الأجرِ إلَّا وقد حاز القومُ الغنيمةَ، وفازوا بالفَخْرِ، وحمِدوا عند الصَّباح السُّرَى (^٧)، وما عند أهلِ الغَفْلَةِ والنومِ خَبَرٌ ممَّا جَرَى.
كان بعضُ الصالحين يقوم الليل، فإذا كان السَّحَرُ نادى بأعلى صوته: يا أيُّها الرّكبُ (^٨) المُعرِّسُون (^٩)، أَكُلَّ هذا الليل ترقُدُونَ؟ ألا تقومون فترحَلُون؟ فإذا سمِعَ الناسُ صوتَه وثَبُوا مِن فُرُشِهم؛ فيُسْمَعُ من هنا باكٍ، ومن هنا داعٍ، ومن هنا تالٍ،
(^١) في آ: "إشاراتنا". (^٢) في آ: "وبغير". (^٣) في ش، ع: "ويوقّع عليها". (^٤) أخرجه مسلم رقم (٧٥٨) (١٧٠) و(١٧٢) في صلاة المسافرين، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإِجابة فيه، من حديث أبي هريرة ﵁. والمؤلف يورد الحديث بالمعنى. (^٥) لفظ "منها" لم يرد في آ، ش، ع. (^٦) الرجِّالة: جمع رجل. (^٧) السُّرَى: سيرُ الليل عامَّته. وقيل: سيرُ الليل كلَّه. وفي المثل: "عند الصباح يحمَدُ القومُ السُّرَى". (^٨) الرَّكب: أصحاب الإِبل في السفر. (^٩) عرَّس المسافر: نزل في وجه السحر. والتعريس: نزول القوم في السفر من آخر الليل، يقعون فيه وقعة للاستراحة ثم يرحلون.
1 / 97