87

Lataif Macarif

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Penyiasat

ياسين محمد السواس

Penerbit

دار ابن كثير

Nombor Edisi

الخامسة

Tahun Penerbitan

1420 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Tasawuf
صلُّوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة (^١) القبور، تصدَّقوا بصدقةٍ (^٢) لشرِّ يومٍ عسيرٍ (^٣) أين رجالُ الليل، أين الحسنُ وسفيانُ وفُضَيل؟ يا رجالَ الليلِ جِدُّوا … رُبَّ داعٍ لا يُرَدُّ ما يقومُ اللَّيلَ إلَّا … مَنْ لَهُ عَزْمٌ وجِدُّ ليسَ شيءٌ كَصَلاةِ … اللَّيل للقَبْرِ يُعَدُّ صلَّى كثيرٌ من السَّلَفِ صلاةَ الصُّبحِ بِوضوءِ العشاءِ عشرين سنةً، ومنهم من صلَّى كذلك أربعين سنة. قال بعضُهم: منذ أربعين سنةً ما أحزنني إلا طلوعُ الفجر. قال ثابت: كَابَدْتُ (^٤) قيامَ الليل عشرين سنةً، وتنعَّمتُ به عشرين سنة أخرى. أفضَلُ قيام الليلِ وسَطُه. قال النبيُّ ﷺ: "أفضَلُ القيامِ قيامُ داودَ، كان يَنَامُ نِصْفَ الليلِ، ويقومُ ثلثَه، وينامُ سُدُسَه" (^٥). وكان رسول الله ﷺ إذا سمعَ الصَّارِخَ يقومُ للصَّلاة (^٦). والصَّارِخُ: الدِّيكُ، وهو يصيحُ وسَطَ الليل. وخرَّج النسائي عن أبي ذر، قال: سألت النبيَّ ﷺ: أيُّ الليلِ خيرٌ؟ قال: جوفُهُ (^٧). وخرَّج الإمامُ أحمد (^٨)، عن أبي ذر، قال: سألت النبي ﷺ: "أيُّ قيامِ الليلِ أفضلُ؟ قال: "جَوْفُ الليل الغابِر، أو نصفُ الليلِ، وقليلٌ فاعِلُه". وخرَّج ابنُ

(^١) في ب، ط، ع: "لظلمة". (^٢) في آ، ع: "صدقة". (^٣) أخرجه ابن الجوزي بنحوه في "صفة الصفوة" ١/ ٥٩٢. (^٤) كابد الأمر: قاسَى شدته. (^٥) في "صحيح البخاري" رقم (١١٣١) في التهجد، باب من نام عند السحر. عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄، أن رسول الله ﷺ قال له: "أحَبُّ الصَّلاة إلى الله صلاة داو ﵇، وأحبُّ الصيام إلى الله صيامُ داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويفطر يومًا". (^٦) في ع وهامش ب عن نسخة: "إلى الصلاة". والحديث أخرجه البخاري رقم (١١٣٢) في التهجد، باب من نام عند السحر؛ ومسلم رقم (٧٤١)، في صلاة المسافرين، باب صلاة الليل؛ عن عائشة ﵂. (^٧) من حديث طويل أخرجه النسائي عن عمرو بن عَبَسَة رقم (٥٧٢) و(٥٨٤) مواقيت. (^٨) مسند أحمد ٥/ ١٧٩. والغابر من الليل: ما بقي منه.

1 / 94