82

Lataif Macarif

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Penyiasat

ياسين محمد السواس

Penerbit

دار ابن كثير

Nombor Edisi

الخامسة

Tahun Penerbitan

1420 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Tasawuf
تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ﴾ (^١). قالت عائشة ﵂ لرجلٍ: "لا تَدَعْ قيامَ الليلِ؛ فإنَّ رسولَ الله ﷺ كان لا يَدَعُهُ، وكان إذا مَرِضَ - أو قالت كَسِلَ - صلَّى قاعدًا (^٢) ". وفي رواية أخرى عنها، قالت: بلغني عن قومٍ يقولون: إنْ أدَّيْنا الفرائضَ لم نبالِ ألَّا نزدادَ، ولعَمري، لا يسألهم اللهُ إلَّا عمَّا افترضَ عليهم، ولكنَّهم قومٌ يُخطئون بالليل والنَّهارِ، وما أنتم إلا من نبيِّكم، وما (^٣) نبيُّكم إلَّا منكُم، واللهِ ما تركَ رسولُ اللهِ ﷺ قيامَ الليل، ونزعَتْ كلَّ آيةٍ فيها قيامُ الليلِ، فأشارت عائشةُ ﵂ إلى أن قيامَ الليل فيه فائدتان عظيمتان: الاقتِداءُ بسنةِ رسول الله ﷺ، والتأسِّي به، وقد قال الله ﷿: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ (^٤). وتكفيرُ الذنوبِ والخطايا؛ فإنَّ بني آدمَ يخطئون باللَّيلِ والنهارِ؛ فيحتاجون إلى الاستكثارِ من مُكفِّرَاتِ الخطايا، وقيامُ الليلِ من أعظم المُكَفِّراتِ، كما قال النبي ﷺ لمعاذ بن جبل: "قيامُ العبد في جَوْفِ الليلِ يُكفِّرُ الخطيئة"، ثم تلا ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ (^٥) الآية. خرجه الإِمامُ أحمد (^٦) وغيرُه. وقد رُوي أنَّ المتهجِّدينَ يدخلُون الجنةَ بغير حسابٍ. ورُوي عن شهر بن حَوْشَب، عن أسماء بنتِ يزيدَ، عن النبي ﷺ، قال: "إذا جمعَ اللهُ الأوَّلِين والآخِرينَ يومَ القيامةِ جاءَ منادٍ ينادِي بصوتٍ يُسمِعُ الخلائقَ: سيعلمُ الخلائقُ اليومَ مَنْ أَوْلَى بالكرمِ، ثم يرجعُ فينادي: أينَ الذين كانوا ﴿لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ (^٧)؟ فيقومون وهم قليلٌ، ثم يرجعُ فينادي: لِيَقُمِ الَّذينَ كانوا يحمَدُونَ الله في السرَّاء والضرَّاءِ، فيقومون وهم قليلٌ، [ثم يرجع فينادي: ليقُم الذين كانت تتجافَى

(^١) سورة المزمّل الآيات ١ - ٤. (^٢) أخرجه أبو داود رقم (١٣٠٧) في الصلاة: باب قيام الليل، وإسناده صحيح. (^٣) في ش، ع: "ولا". (^٤) سورة الأحزاب الآية ٢١. (^٥) سورة السجدة الآية ١٦. (^٦) قطعة من حديث في "مسند أحمد" ٥/ ٢٣٧، و"مجمع الزوائد" ٧/ ٩٠، و"تفسير ابن كثير" ٣/ ٤٥٩. (^٧) سورة النور الآية ٣٧.

1 / 89