74

Lataif Macarif

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Penyiasat

ياسين محمد السواس

Penerbit

دار ابن كثير

Nombor Edisi

الخامسة

Tahun Penerbitan

1420 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Tasawuf
وفي آخرها خيرًا إلَّا قال الله لملائكته (^١): أُشْهِدُكم أَنِّي قد غَفَرْتُ لِعَبْدِي ما بين طَرَفيها" (^٢). خرَّجه الطبرانيُّ وغيرُه، وهو موجودٌ في بعض نسخ كتاب الترمذي. وفي حديثٍ آخرَ مرفوعٍ: "ابنَ آدمَ اذكُرْني من أوَّلِ النَّهارِ ساعةً ومِن آخرِ النَّهارِ ساعةً اغفرْ لكَ ما بينَ ذلك، إلا الكبائرَ أو تتوبَ منها" (^٣). وقال ابن المبارك: مَن ختمَ نهارَه بذكرِ الله (^٤) كُتِبَ نهارُه كلُّه ذكرًا. يشيرُ إلى أن الأعمالَ بالخواتيم، فإذا كان البُداءَةُ والختامُ ذِكرًا فهو أولى أن يكون حكمُ الذكر شاملًا للجميع. ويتعيَّنُ افتتاحُ (^٥) العام بتوبةٍ نصوحٍ تمحو ما سلفَ من الذُّنوبِ السالفةِ في الأيام الخالية. قطعْتَ شُهورَ العَامِ لَهْوًا وَغَفْلَةً … ولم تحترِمْ فيما أتيتَ المُحَرَّما فلا رَجَبًا وافيْتَ فيهِ بحقِّهِ … ولا صُمْتَ شهرَ الصَّومِ صَوْمًا مُتمَّما ولا في لياليْ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ الذي … مَضَى كُنْتَ قوَّامًا ولا كُنْتَ مُحْرِمَا فهلْ لكَ أنْ تَمحُوَ الذُّنوبَ بِعَبْرَةٍ … وتبكِي عليها حَسْرَةً وَتَنَدُّما وتَسْتَقبِلَ العامَ الجَديدَ بتوبةٍ … لعلَّكَ أن تمحو بها ما تَقَدَّما وقد (^٦) سمَّى النبيُّ ﷺ المحرَّمَ شهرَ اللهِ. وإضافته إلى الله تدُلُّ على شرفه وفَضْلِهِ، فإنَّ الله تعالى لا يضيفُ إليه إلا خواصَّ مخلوقاته، كما نسَبَ محمدًا وإبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ وغيرَهم من الأنبياء - صلوات الله عليهم وسلامه - إلى عبوديته، ونسَبَ إليه بيته (^٧) وناقته.

(^١) في آ، ع: "للملائكة". (^٢) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ٢٠٨ من حديث أنس بن مالك بلفظ مقارب، وقال: "رواه البزار، وفيه تمام بن نجيح، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح". (^٣) رواه الطبراني عن ابن عمر، وليس فيه لفظ "إلا الكبائر أو تتوب منها". الكنز برقم (٢١٥٢٤). وأخرح أبو نعيم في "الحلية" ٨/ ٢١٣ عن محمد بن صبيح، عن جبير، عن الحسن، عن أبي هريرة: "ابن آدم! اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما". قال أبو نعيم: غريب من حديث الحسن عن أبي هريرة، لم يروه عنه إلا جبير. (^٤) لفظ الجلالة لم يرد في ب، ش، ع، ط. (^٥) في آ، ش، ع: "استفتاح". (^٦) من هنا وحتى قوله: "وهو الصيام" ورد في آ قبل الأبيات. (^٧) في آ: "بيته وما فيه". وأراد ببيته بيتَ الله المحرَّم؛ قال تعالى: ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾. وأراد بناقته ناقة الله؛ قال تعالى: ﴿هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ﴾.

1 / 81