58

Lataif Macarif

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Penyiasat

ياسين محمد السواس

Penerbit

دار ابن كثير

Nombor Edisi

الخامسة

Tahun Penerbitan

1420 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Tasawuf
الله ﷿ (^١): أعددت لعبادي الصَّالحين ما لا عين رأت، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، ولا خطر على قلب بشرٍ. ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾] (^٢). وفي "صحيح مسلم" عن المغيرة بن شُعبةَ يَرفعُه: سأل موسى ربَّه، قال: يا ربّ، ما أدنى أهلِ الجنةِ منزلةً؟ قال: هو رجلٌ يجيء بعدَما أُدْخِلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، فيقالُ له: ادخُلِ الجنَّةَ، فيقولُ: يا ربّ، كيفَ وقد أخذَ النَّاسُ (^٣) منازلَهم، وأخذُوا أَخَذَاتِهم (^٤)؟ فيقال له: أترضى أن يكونَ لك مثلُ [مُلْكِ] مَلِكٍ مِن ملوكِ الدُّنيا؟ فيقولُ: رضيتُ يا ربِّ، فيقولُ: لكَ ذلكَ ومثلُهُ، ومثلُهُ ومِثلُهُ [وَمِثْلُهُ]، فقال له (^٥) في الخامسةِ: رضيتُ يا ربّ، فيقال: هذا لكَ وعشرةُ أمثالِه، ولكَ ما اشْتَهَتْ نفسُك ولذَّتْ عينُك، فيقول: رضيتُ ربِّ. قال: فأعلاهم منزِلةً؟ قال: أولئك الَّذِينَ أردْتُ، غرسْتُ كرامَتَهُم بيدي، وختمْتُ عليها، فلم تَرَ عَيْنٌ، ولم تسمَعْ أذُنٌ، ولم يخطُرْ على قَلْبِ (^٦) بشَرٍ. قال: ومِصداقُهُ في كتابِ اللهِ: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ (^٧) (^٨). الثاني: مِلاطُ الجنةِ وأنَّه المِسْكُ الأذْفَرُ، وقد تقدَّم مثلُ ذلك في غير حديثٍ (^٩). والمِلاطُ: هو الطّينُ، ويقال: الطّينُ الذي يُبنَى منه البُنيانُ. والأَذْفَرُ: الخالِصُ (^١٠). ففي "الصحيحين" عن أنسٍ، عن النَّبيِّ ﷺ، قال: "دخلْتُ الجنَّةَ فإذا فيها جَنابِذُ اللؤلؤ، وإذا ترابُها المِسْكُ" (^١١). والجَنابِذُ (^١٢): مثلُ القِبابِ. وقد قيل: "إنَّه أرادَ

(^١) أي في الحديث القدسي. (^٢) ما بين قوسين ساقط في (ط). (^٣) في صحيح مسلم: "نزل الناس". (^٤) أخذوا أخذاتِهم: أي نزلوا منازلهم. (^٥) لفظ "له" لم يرد في ب، ط. (^٦) لفظ "قلب" ساقط في (آ). (^٧) سورة السجدة الآية ١٧. (^٨) رواه مسلم رقم (١٨٩) في الإِيمان: باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها. (^٩) انظر ص (٦٢). (^١٠) قال ابن الأثير: أي طيّب الريح. (^١١) قطعة من حديث طويل رواه البخاري رقم (٣٣٤٢) في الأنبياء: باب ذكر إدريس ﵇، و(٣٤٩) في الصلاة: باب كيف فرضت الصلوات في الإِسراء؛ ومسلم رقم (١٦٣) في الإِيمان: باب الإِسراء برسول الله ﷺ إلى السماوات وفرض الصلوات. ورواه أيضًا أحمد في "المسند" ٥/ ١٤٤. (^١٢) الجَنَابذ: مفردها جُنْبُذَة، وهو ما ارتفع من الشيء واستدار كالقُبَّة.

1 / 65