فجال ببصره في الحجرة حتى استقر على الصندوق العاجي وقال: لقد أذنت لهم أن يوصلوا إليك هذا الصندوق!
فقالت باقتضاب وبصوت لا يخلو من جفاء: شكرا لك.
فارتاح فؤاده وقال: وكان بالصندوق العقد ذو القلب الزمردي.
فاضطربت شفتاها وأرادت أن تتكلم، ولكنها عدلت فجأة وأطبقت فمها بحالة تدل على الحيرة، فقال أحمس برقة: قال الرسل إن هذا العقد عزيز لديك.
فهزت رأسها بعنف وكأنها تنفي عن نفسها تهمة وقالت: كنت أكثر من لبسه حقا لأن ساحرة القصر جعلته تعويذة تقي الضر والسوء!
ففطن إلى تهربها، ولكنه لم ييأس وقال: ظننت أن ذلك لأسباب أخرى تشهد بها مقصورة السفينة الفرعونية.
فتضرج وجهها بالاحمرار وقالت بغضب: لا أذكر اليوم نزوة الأمس، ويجمل بك أن تحدثني كما ينبغي لعدو أن يحدث أسيرة.
ورأى وجهها قاسيا جامدا فتجرع الخيبة مرة أخرى، ولكنه أراد أن يكتم عواطفه فقال: ألم تعلمي بأنا نضم نساء أعدائنا إلى حريم قصورنا؟
فقالت بحدة: إلا مثلي! - هل تعودين إلى التهديد بالصوم؟ - لا حاجة لي به بعد الآن.
فتفحصها بنظرة مريبة وسألها متهكما: فكيف تدافعين عن نفسك؟
Halaman tidak diketahui