95

Perjuangan Tiba

كفاح طيبة

Genre-genre

فقال حور بصوت متهدج وأنفاس لاهثة: كأني أستمع إلى أرواح الشهداء التي يعمر بها جو هذا المكان المقدس!

فقال القائد محب: لشد ما ارتوت هذه الأرض من دماء آبائنا!

وجفف حور دمعه وقال للملك: فلنصل جميعا يا مولاي على روح مليكنا الشهيد سيكننرع وجنوده البواسل.

وترجل أحمس وقواده وحاشيته وصلوا جميعا صلاة حارة!

20

ودخل الجيش مدينة كبتوس وخفق على سورها علم مصر، فهتف الجنود لذكرى سيكننرع طويلا، ثم زحف الجيش إلى تنتيرا دون أن يجد أدنى مقاومة، وكذلك استرد ديوس بوليس برفا، ثم سار في طريق أبيدوس وهو يتوقع أن يلقى الرعاة في واديها، ولكنه لم يعثر برجل من العدو، فعجب أحمس وتساءل قائلا: أين أبوفيس وأين جيوشه الجرارة؟

فقال حور: لعله لا يريد أن يلقى عجلاتنا بمشاته. - حتام تدور هذه المطاردة؟ - من يعلم يا مولاي؟ .. لعلها تدوم حتى نواجه أسوار هواريس، حصن الرعاة الحصين الذي شيدوا أسواره في قرن من الزمان، ولسوف يدمي قلب مصر قبل أن تخترقه جنودنا.

وفتحت أبيدوس أبوابها لجيش الخلاص، فدخلها دخول الجيش المظفر، وارتاح بها يومه.

وكان أحمس يتعطش للحرب لعله يلقى عدوه في موقعة فاصلة، ولأنه كان يتوق إلى أن ينغمر في القتال لينسى نوازع نفسه ويطمس أحزان فؤاده، ولكن أبوفيس أبى عليه هذه الراحة، فوجد أفكاره تحوم حول الأسيرة العنيدة، وقلبه ينازعه إليها على ما به من موجدة عليها، وذكر أحلامه حين ظن أن أسعد الأقدار هي التي دفعتها إلى أسره وحين طمع أن يجعل سفينة الأسر جنة من جنان الحب، ثم ذكر ما فعل به إباؤها وغضبها، وكيف صيره مريضا محروما من أشهى الثمار وهي ناضجة دانية، وكانت رغبته إلى الحب قوية لا تقاوم فجرفت بتيارها الدافق عوائق التردد والكبرياء، فذهب إلى السفينة وقصد إلى المخدع المسحور ودخل، وكانت جالسة جلستها المعهودة على الأريكة ملتفة في ثوب من أثواب منف الرقيقة. وكأنها عرفت وقع خطاه فلم ترفع إليه رأسها وظلت تنظر إلى ما بين قدميها، وجرى بصره المشغوف على مفرق شعرها وجبينها وجفنيها المسبلين فأحس رعدة تصدع صدره، ونازعته الرغبة في أن يرتمي عليها ويضغطها بين ذراعيه بكل ما أوتي من قوة وعزم، ولكنها رفعت رأسها بغتة وحدجته بنظرة باردة، فلبث حيث هو جامدا، ثم سألها: هل زارك الرسل؟

فقالت بلهجة لا تنم عن عاطفة: نعم.

Halaman tidak diketahui