Khurafat: Pengenalan Ringkas Sangat
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
ونظرا لأن فراي يربط بين الأسطورة والأدب ربطا وثيقا، دون اختزال الأدب إلى أسطورة، فإن نقده الأدبي يسمى بصورة ملتبسة «نقد الأسطورة»، الذي يعتبر هو أحد أكبر ممارسيه. بالمثل، يطلق على نقده الأدبي على نحو شائع «نقد الأنماط الأصلية»؛ حيث إنه في إطلاق مصطلح «أنماط أصلية» على الأجناس الأدبية ببساطة، يشار إليه خطأ بأنه ينتمي إلى مدرسة يونج، فضلا عن الإشارة المغلوطة إليه بأنه من كبار ممارسي نقد الأنماط الأصلية. ولزيادة هذا الالتباس تعقيدا، يوجد نقاد أدبيون من أتباع يونج قلبا وقالبا يطلق عليهم بحق نقاد الأنماط الأصلية، بدءا من مود بودكين في كتاب «الأنماط الأصلية في الشعر». ومرة أخرى، لزيادة الالتباس تعقيدا أكبر، هناك نقاد جاءوا بعد يونج يطلقون على أنفسهم «علماء نفس الأنماط الأصلية» بدلا من أتباع يونج. ويعتبر أبرز أمثلة هؤلاء جيمس هلمان وديفيد ميلر، اللذان كتبا بغزارة عن الأسطورة.
في «العنف والمقدس» وأعمال أخرى، يقدم رينيه جيرار، الذي تناولنا نظريته في الفصل السابق، نموذجا للفصل الحاد بين الأسطورة والأدب. ومثل فيرجسون وفراي، ينتقد جيرار هاريسون وموراي على دمج الأسطورة والطقس مع التراجيديا، كما ينتقدهما نقدا أكبر لترويض التراجيديا. فهاريسون وموراي يريان أن دور الأسطورة يقتصر على «وصف» الطقس كما يراه فريزر، ولا تفعل التراجيديا سوى «إضفاء الصبغة الدرامية عليه». الأسوأ من ذلك أن التراجيديا تحول حدثا حقيقيا إلى مجرد موضوع. ومن منظور جيرار، «تبرر» الأسطورة الطقس، فيما «تكشف» التراجيديا، كما هي الحال في مسرحية سوفوكليس التي تدور حول أوديب، «عن الحقيقة». في المقابل، يوجه نقد جيرار نحو السيناريو الثاني من النظرية الطقوسية للأسطورة، لفريزر، الذي يقتل الملك فيه؛ ولذا يلجأ هاريسون وموراي إلى السيناريو الأول من نظرية فريزر الذي يلعب الملك فيه دور إله الإنبات فقط. ووفق تلك النسخة، بينما يموت الإله لا يموت الملك، وربما يموت الإله دون أن يقتل، كما الحال مع رحلة أدونيس السنوية إلى حادس. ويعتبر انتقاد جيرار لهاريسون وموراي، بل ولفريزر بصورة جزئية - بأنهم يتغاضون عن القتل الإنساني الذي يعتبر مكونا أساسيا في جميع التراجيديا - انتقادا جانبه الدقة بصورة مخزية.
الأسطورة كقصة
تمثل ملمح آخر للأسطورة باعتبارها أدبا في التركيز على قصة شائعة، فلا يوجد أي ذكر في طرح تايلور أو فريزر للأسطورة باعتبارها قصة، (وسأستخدم هنا مصطلح «قصة» بدلا من «سرد»؛ المصطلح الأكثر تفضيلا اليوم.) ولا يتعلق الأمر بأن تايلور أو فريزر قد ينكران اعتبار الأسطورة قصة، بل بأن كليهما يعتبران الأسطورة تفسيرا سببيا للأحداث التي تقع فتأخذ صورة قصة. وتتطلب المقابلة بين الأسطورة والعلم التقليل من أهمية الأسطورة كقصة والتأكيد على أهمية المحتوى التفسيري. وبطبيعة الحال، تقص الأسطورة بالنسبة إلى تايلور وفريزر «قصة» كيف صار هيليوس مسئولا عن الشمس، وكيف يمارس هذه المسئولية، بينما ينصب اهتمام كليهما على المعلومات نفسها، لا الطريقة التي يجري توصيلها بها. كما يتم تجاهل الاعتبارات الأدبية التقليدية، مثل التوصيف، والوقت، والصوت ، ووجهة النظر، واستجابة القارئ، كما الحال في تحليل أي قانون علمي.
ونظرا لأن الأسطورة في رأي تايلور وفريزر تهدف إلى تفسير أحداث متكررة، فإنها يمكن إعادة صياغتها كقانون. على سبيل المثال، عندما يسقط المطر، فهو يسقط نظرا لأن إله المطر قرر ذلك، وللسبب نفسه دوما. وعندما تشرق الشمس، فهي تشرق نظرا لأن إله الشمس قرر أن يستقل عربته، التي تلتصق بها الشمس، وأن يقود عربته عبر السماء، وللسبب نفسه دوما. فقدر ما يعتبر فريزر الآلهة رموزا للعمليات الطبيعية، فإن الأسطورة التي جرى إعادة صياغتها ستؤدي فقط وظيفة وصفية وليست تفسيرية: فستقول الأسطورة ببساطة إن المطر يسقط (بانتظام أم لا) أو إن الشمس تشرق (بانتظام) دون أن تقدم «سببا».
وفي رأي تايلور بصورة خاصة، الذي يفسر الأسطورة حرفيا، تعتبر الأسطورة بعيدة كل البعد عن كونها أدبا، ولا يعتبر تناول الأسطورة باعتبارها أدبا إلا تقليلا من شأنها، وذلك يحدث بتحويل مزاعم حقيقتها التفسيرية إلى مجرد توصيفات شعرية منمقة. وبينما يرى فراي وآخرون أن الأدب غير قابل للاختزال إلى أسطورة، يرى تايلور أن الأسطورة غير قابلة للاختزال إلى أدب. وبعد فترة الحداثة، التي أعيد فيها توصيف الطروح في جميع المجالات، بما فيها العلم والقانون، في صورة قصص، يعتبر عدم اكتراث تايلور بالجانب القصصي للأسطورة ملحوظا.
لا يعتبر فصل تايلور للأسطورة عن القصة أقل وضوحا عند النظر إليه من وجهة نظر الناقد الأدبي الأمريكي كينيث بيرك (1897-1993). ففي كتاب «بلاغة الدين» بصفة خاصة، يرى بيرك أن الأسطورة هي الصورة المتحولة لما وراء الطبيعة إلى قصة. وتعبر الأسطورة رمزيا، وفق الأولوية الزمنية، عما لا يستطيع البدائيون التعبير عنه حرفيا: أي أولوية ما وراء الطبيعة. وفي عبارة بيرك المشهورة، الأسطورة هي «مماطلة على الجوهر». على سبيل المثال، تضع قصة الخلق الأولى في سفر التكوين في صورة ستة أيام ما يعتبر في حقيقة الأمر «تصنيفا» للأشياء الموجودة في العالم إلى ست فئات:
بناء عليه، بدلا من قول «وذلك يتمم القسم الأول الكبير، أو التصنيف، لموضوعنا»، نقول: «وكان مساء وكان صباح يوما واحدا». (بيرك، «بلاغة الدين»، ص202)
بينما تمثل الأسطورة بالنسبة إلى بيرك في نهاية المطاف تعبيرا عن حقائق خالدة، فإنها لا تزال تعبر عن الحقائق الخالدة في صورة قصة، بحيث إذا برزت الحاجة إلى استخلاص المعنى من الشكل القصصي، لا تزال القصة هي ما يجعل الأسطورة أسطورة. ويشبه بيرك هنا ليفي-ستروس، الذي سيجرى تناول أسلوبه في التعاطي مع الأسطورة باعتبارها قصة في الفصل
السابع . وما يسميه بيرك «جوهر»، يطلق ليفي-ستروس عليه اسم «بنية».
Halaman tidak diketahui