Khurafat: Pengenalan Ringkas Sangat
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
في كتاب «من الطقس إلى الرومانسية»، طبقت عالمة القرون الوسطى الإنجليزية جيسي وستون (1850-1928) النسخة الثانية من نظرية فريزر الطقوسية للأسطورة على أسطورة الكأس المقدسة. وقد اتبعت منهج فريزر وذهبت إلى أن خصوبة الأرض، في نظر القدماء والبدائيين على حد سواء، كانت تعتمد على خصوبة الملك نفسه، الذي كان يسكنه إله النبات. ولكن بينما كان الطقس الرئيس في رأي فريزر هو استبدال ملك مريض، كان الهدف من عملية البحث عن الكأس المقدسة هو «إعادة الشباب» للملك في رأي وستون. وكذلك تضيف وستون بعدا أثيريا روحيا يتسامى على نموذج فريزر؛ فيتضح أن الهدف من عملية البحث عن الكأس المقدسة هو تحقيق التوحد الروحي مع الإله، وليس فقط الحصول على الغذاء من الإله. وكان ذلك البعد الروحي للأسطورة هو الذي أوحى إلى تي إس إليوت للرجوع إلى وستون في نظم «الأرض الخراب». وبينما لا تختزل وستون أسطورة الكأس المقدسة إلى أسطورة وطقس بدائيين، فإنها ترجعها إليهما. وتعتبر الأسطورة نفسها أدبا، لا أسطورة. ولأن السيناريو الثاني من النظرية الطقوسية للأسطورة لفريزر لا يدور حول تمثيل أية أسطورة لإله النبات، بل يدور حول حالة الملك الحاكم؛ فإن الأسطورة التي تتمخض عنها الأسطورة لا تمثل حياة إله كأدونيس، بل تمثل حياة ملك الكأس المقدسة نفسه.
في كتاب «فكرة مسرح»، طبق فرانسيس فيرجسون (1904-1986)، وهو ناقد مسرحي أمريكي مرموق، النسخة الثانية من النظرية الطقوسية للأسطورة لفريزر على التراجيديا ككل كجنس أدبي. ويرى فيرجسون أن قصة المعاناة والخلاص من الخطيئة التي يعيشها بطل المأساة تستقى من نسخة نظرية فريزر الخاصة بقتل الملك واستبداله. على سبيل المثال، يجب على أوديب، ملك طيبة، التضحية بعرشه، وليس بحياته، لصالح رعاياه. ولا يتوقف البلاء إلا من خلال تخلي الملك عن عرشه. ولكن في رأي فيرجسون، وكذلك وستون، لا يعتبر التجديد المطلوب بدنيا قدر ما هو روحي، وكما يرى فيرجسون، يسعى أوديب إلى التجديد لنفسه وللآخرين.
يهتم فيرجسون أكثر من معظم علماء النظرية الأدبية الطقوسية للأسطورة الآخرين بالناتج؛ أي الدراما، قدر ما يهتم بالمصدر؛ أي الأسطورة والطقس. حتى إنه ينتقد هاريسون، ومواري بصورة خاصة، بسبب تفسير معنى التراجيديا من منظور قتل الملك الذي طرحه فريزر بدلا من تفسيره مثلا من منظور موضوع التضحية بالذات. وفي رأي فيرجسون، وكذلك وستون، يقدم السيناريو الذي تطرحه نظرية فريزر الخلفية للأدب باعتباره أسطورة وطقسا وليس أدبا.
في كتاب «تشريح النقد»، يرى الناقد الأدبي المشهور نورثروب فراي (1912-1991) أن جميع أجناس الأدب - وليس جنسا واحدا - مستقاة من الأسطورة، خاصة أسطورة حياة البطل. ويربط فراي بين دورة حياة البطل ودورات أخرى عديدة، منها الدورة السنوية للفصول، والدورة اليومية للشمس، والدورة الليلية للحلم والاستيقاظ. ويستلهم فراي الربط بين دورة حياة البطل ودورات الفصول من فريزر، وربما يستلهم الارتباط مع دورة الشمس من ماكس مولر، وهو ما لا يعزيه أبدا إليه، ويستلهم الارتباط مع الحلم والاستيقاظ من يونج، وربما يستلهم ارتباط الفصول مع البطولة من رجلان - الذي سنتناول إسهامه بعد قليل - غير أن فراي لم يعز إلى رجلان أيضا هذا الارتباط. ويقدم فراي نمطه البطولي الخاص الذي يطلق عليه «البحث-الأسطورة»، وهو يتألف من أربعة مراحل رئيسة: ميلاد البطل، ونصره، وعزلته، وهزيمته.
يقابل كل جنس رئيس في الأدب في وقت واحد فصلا من فصول السنة، ومرحلة في اليوم، ومرحلة في الوعي، والأدهى من كل ذلك مرحلة في الأسطورة البطولية؛ فتقابل الرومانسية في وقت واحد الربيع، وشروق الشمس، والاستيقاظ، وميلاد البطل؛ وتقابل الكوميديا الصيف، ومنتصف النهار، والوعي اليقظ، وانتصار البطل؛ وتقابل التراجيديا الخريف، وغروب الشمس، وأحلام اليقظة، وعزلة البطل؛ ويقابل الهجاء الشتاء، والليل، والنوم، وهزيمة البطل. ولا تقتصر الأجناس الأدبية على مقابلة الأسطورة البطولية فقط، بل تستقي منها أيضا. وتستقي الأسطورة نفسها من الطقس، من نسخة النظرية الطقوسية للأسطورة لفريزر التي يقتل فيها الملوك ويستبدلوا.
ومثل معظم علماء النظرية الأدبية الطقوسية للأسطورة، لا يختزل فراي الأدب إلى أسطورة. على النقيض من ذلك، فهو يصر بحزم أكثر من غيره على استقلال الأدب. ومثل فيرجسون، لا ينتقد فراي موراي وكورنفورد على تنظيرهم حول الأصل الطقوسي الخرافي للتراجيديا (موراي) والكوميديا (كورنفورد) - وهو موضوع غير أدبي - بل على تفسير معنى كليهما باعتباره تمثيلا لسيناريو فريزر من النظرية الطقوسية للأسطورة التي ترى في الأسطورة نموذج قتل الملك، وهو الموضوع الأدبي.
على الجانب الآخر، يستعين فراي بفريزر ويونج لمساعدته في استخلاص معنى الأدب، وليس أصله فقط؛ وذلك لأنه يعتبر أعمالهما الرئيسة أعمال نقد أدبي ولا تقع في صميم أعمال الأنثروبولوجيا أو علم النفس حصريا:
إن الإثارة التي يخلقها كتاب «الغصن الذهبي» وكتاب يونج حول رموز الرغبة الجنسية [«رموز التحول» (أعمال يونج المجمعة، المجلد الخامس)] في نفوس النقاد الأدبيين ... تعتمد ... على حقيقة أن هذه الكتب تعتبر بصورة أساسية دراسات في النقد الأدبي ... ولا يدور كتاب «الغصن الذهبي» حول ما فعله الناس في زمن سحيق بدائي، بل حول ما يفعله الخيال الإنساني عندما يحاول التعبير عن نفسه تجاه الأسرار الكبرى؛ أسرار الحياة والموت والحياة الآخرة. (فراي، «أنماط الأدب الأصلية»، ص17؛ «رمزية اللاوعي»، ص89)
بالمثل، «لا يعتبر» كتاب يونج «علم النفس والخيمياء» (أعمال يونج المجمعة، المجلد الثاني عشر)، الذي ينتقيه فراي أيضا، «مجرد كتاب مقبول يقدم ما يشبه العلم الميت [الخيمياء] وأحد الكتب الكثيرة التي تنتمي إلى مدارس علم النفس بفيينا، بل يبين هذا الكتاب قواعد الرمزية الأدبية، التي يعدها كل طلاب الأدب الجادين من الأهمية بمكان وآسرة للغاية.»
ولا شك أن فراي يمضي بعيدا في توصيف فريزر ويونج على أنهما في الأصل جامعا أساطير أكثر من كونهما منظرين. ويهدف كل من فريزر ويونج إلى بيان أصل الأسطورة ووظيفتها، وليس فقط معناها، كما يقدمان «القواعد» الذي يعرضانها كبراهين، وليس كمجموعة من الرموز. ويزعم فريزر وقوع عملية قتل الملك الطقوسية في الواقع، حتى لو جرى التخفيف منها لاحقا بجعلها مجرد دراما. ويزعم يونج أن الأنماط الأصلية موجودة بالفعل في العقل، بل وفي العالم الواقعي.
Halaman tidak diketahui