196

Ringkasan Warisan Dalam Individu Abad Kesebelas

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Penerbit

دار صادر

Lokasi Penerbit

بيروت

وَفَاته فِي الْيَوْم الْحَادِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة تسع وَتِسْعين وَألف وَولي بعده الشريف سعيد بن أَخِيه الشريف سعد ثمَّ عزل وَولي بعده الشريف أَحْمد بن غَالب
الْمولى أَحْمد بن المنلا زين الدّين العجمي النخعواني الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد والوفاة قَاضِي الْقُضَاة الملقب بالمنطقي الْفَاضِل الأديب الشَّاعِر الناثر أحد أَفْرَاد الدَّهْر ومحاسن الْعَصْر كَانَ فَاضلا ساميًا هضبات الْأَدَب متفننًا بليغًا فِي إنشائه عذب الْمنطق سريع الْفَهم وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَ روحًا كُله من فرقه إِلَى قدمه وَكَانَ ينظم وينثر فِي الألسن الثَّلَاثَة وَهُوَ فِيمَا عدا الْعَرَبِيّ نَسِيج وَحده ومفرد وقته وشعره فِيمَا بَين أهل الرّوم أغْلى قيمَة من الدّرّ وَذكر لي بعض الثِّقَات مِنْهُم أَن الأديب شَاعِر الرّوم فِي وقته سُلَيْمَان البوسنوي المنعوت بمذاقي وَهُوَ مِمَّن أَدْرَكته بالروم وسأذكره فِي كتابي هَذَا كَانَ يَقُول فِي شعر المنطقي أَن كل غزل من شعره يعادل ديوانًا من شعر غَيره وَكنت وَأَنا بالروم جمعت من أشعاره حِصَّة وافرة فَأَرَدْت ذكر شَيْء مِنْهَا هَاهُنَا ثمَّ مَنَعَنِي من ذَلِك أَن أهل بِلَادنَا لَيْسَ لَهُم اعتناء بِهَذَا النَّوْع وغالب النساخ عندنَا لَا يعْرفُونَ التركية فكثيرًا مَا يحرفُونَ الْكَلم عَن موَاضعه فَيَقَع التخبيط وَالْحَاجة لَيست بماسة لذَلِك جدا نعم هِيَ ماسة لدفع مَا يَقع بَين أدباء الْعَرَب من السُّؤَال عَن قوافي أشعار الرّوم بِسَبَب اتحادها فِي الصُّورَة وَلَو كثرت وَيَقُولُونَ إِن هَذَا يطاء تبعا للعربية فَهَذَا يحْتَاج إِلَى بَيَان وَلم أر من تعرض لَهُ إِلَّا الْعِمَاد الْكَاتِب فِي خريدته فَإِنَّهُ قَالَ وللعجم قلت وَالروم تبع لَهُم مَذْهَب فِي الشّعْر مُخَالف لأسلوب الْعَرَب وَهُوَ أَنهم يجْعَلُونَ الْكَلِمَة الْوَاحِدَة رديفًا يرددونه فِي كل بَيت مِثَال ذَلِك مَا نظمه الشَّاعِر
(سل الصِّبَا هَل ورد الْورْد ... يَا من عَلَيْهِ حسد الْورْد)
ثمَّ قَالَ فالدال هِيَ الروي عِنْدهم والورد هُوَ الرديف مثل هَاء الضَّمِير فِي أسودها وأغيدها قَالَ وتذكرت هُنَا رباعيات لي وَهِي
(اسْمَع مَا قَالَ عندليب الْورْد ... فالبلبل فِي الرَّوْض خطيب الْورْد)
(الشّرْب على الْورْد نصيب الْورْد ... مَا يحسن أَن يضيع طيب الْورْد)
وَأَيْضًا
(كم حضر الراح وَغَابَ الْورْد ... حَتَّى عدم الراح فناب الْورْد)
(لما عبق الراح وطاب الْورْد ... قُلْنَا جمد الراح وذاب الْورْد)
وَهَذَا كَلَام وَقع فِي الْبَين وَلَكِن مَا خلا من فَائِدَة فلنعد إِلَى تَتِمَّة تَرْجَمَة المنطقي

1 / 197