190

Ringkasan Warisan Dalam Individu Abad Kesebelas

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Penerbit

دار صادر

Lokasi Penerbit

بيروت

وَألف وَاسْتمرّ بهَا مُدَّة يسيرَة ثمَّ لما خرج الشريف بَرَكَات لمحاربة حَرْب فِي أواسط السّنة الْمَذْكُورَة عَاد إِلَى حَرْب وحصن الْحَرْب ثمَّ بعد انْقِضَائِهَا توجه إِلَى الْفَرْع ثمَّ وصل إِلَيْهِ أَخُوهُ الشريف سعد واستمرا سبين الوارقية وَالْفرع وَأكْثر الْإِقَامَة بالفرع وَلما توعد الشريف بَرَكَات أهل الْفَرْع فِي أَوَائِل سنة خمس وَثَمَانِينَ وَألف تنحوا إِلَى جِهَة وَادي البقيع من بِلَاد حَرْب بَين السّفر وبلاد بني عَليّ وعَوْف واستمروا وَمن مَعَهم إِلَى شهر رَمَضَان ثمَّ عَن لَهُم التَّوَجُّه إِلَى الْأَبْوَاب السُّلْطَانِيَّة فوصلوا إِلَى حول الْمَدِينَة ونزلوا بِالْغَابَةِ مُجْتَمع السُّيُول غربي أحد أَوَاخِر رَمَضَان وعيدوا فِي ذَلِك الْمحل وَلَيْسَ فِي نزُول الْأسود فِي الغابة ملامة وَلَا معابة وقضوا حوائجهم وذهبوا خَامِس شَوَّال متوجهين إِلَى الشَّام لَا يَمرونَ بحي من أَحيَاء الْعَرَب إِلَّا أكرموهم وَمن أعجب الِاتِّفَاق نزولهم على مرج بني سجيم من غير علم مِنْهُم بذلك وَكَانَ الشريف سعد قتل أَبَاهُ فَلَمَّا علمُوا بِهِ حصل لَهُم كرب شَدِيد فَلم يشعروا إِلَّا وَولده مواجه لَهُم بالعبودية وَالسَّلَام وأهدر دم وَالِده وَأكْرمهمْ وَذبح لَهُم الذَّبَائِح ومنح المنائح وَهَذِه من غير شكّ معْجزَة من جدهم وَلم يزَالُوا على مثل ذَلِك مَعَ كل من مروا عَلَيْهِ من العربان من جمع ووحدان إِلَى أَن وصلوا إِلَى الشَّام فَتَلقاهُمْ أَهلهَا وأمراؤها وكبراؤها وعلماؤها ونقيبها ودخلوا بموكب عَظِيم والأشراف من أهل الشَّام حَولهمْ مشَاة بِأَمْر من نقيبهم ثمَّ أَقَامُوا بهَا وَاسْتَأْذَنَ لَهُم حَاكم الشَّام حِينَئِذٍ السلطنة فِي الْوُصُول فأنوا لَهُم فتوجهوا إِلَى أَن دخلُوا أدرنة فَحصل لَهُم من الدولة إكرام والتفات وَاجْتمعت بهم فِيهَا ثمَّ توجهوا بِأَمْر من السلطنة إِلَى قسطنطينية واستمروا بهَا وَتَوَلَّى الشريف سعد بعد ذَلِك معرة النُّعْمَان وَتوجه إِلَيْهَا ثمَّ عزل عَنْهَا وَعرضت على المترجم طرسوس فَلم يقبل وَأقَام بقسطنطينية مُدَّة مديدة واتحدت بخدمته اتحادًا تَاما وَتَقَرَّبت إِلَيْهِ كثيرا وَكَانَ كثيرا مَا يدنيني إِلَيْهِ وَيقبل عَليّ بكليته ومدحته بقصائد مِنْهَا هَذِه القصيدة كتبتها إِلَيْهِ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَألف وَهِي قولي
(يجوب الأَرْض من طلب الكمالا ... وَمن صحب القنا بلغ السؤالا)
(وَكم فِي الأَرْض من سكن وَدَار ... وَإِن كَانَ النَّوَى يضني الجبالا)
(وَمَا هجري الدمى ذلًا وَلَكِن ... رَأَيْت الذل أَن أَهْوى الجمالا)
(وَأَن الحتف فِي حب الغواني ... جزين الصب هجرًا أَو وصالا)

1 / 191