Khawatir Khayal
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Genre-genre
وقد قارن «ألفريد دوموسيه» في قصيدته «ليلة من تشرين الأول» ألما خفيفا بالضباب حيث قال:
أصبحت - والحمد لله - لا أتذكر مما تكبدته من الآلام فيما سلف من الأيام إلا كطيف خيال أو ضباب خفيف هاجه الفجر، ثم لاحت بعده تباشير الصباح ونفحات النسيم العليل بين الندى البليل.
أصبحت - والحمد لله - لا أتذكر مما تكبدته من الآلام فيما سلف من الأيام إلا كطيف خيال أو ضباب خفيف هاجه الفجر، ثم لاحت بعده تباشير الصباح ونفحات النسيم العليل بين الندى البليل.
ولكنه حينما يتملكه الشك وتتقاسمه الآلام العنيفة يصيح قائلا:
إنني أقعد وحيدا في ظلام فؤادي.
لنرجع الآن إلى الموسيقى فنتساءل: ماذا يصنع الموسيقيون حينما يريدون أن يعبروا عن عواطف السأم وضعف العزيمة؟
يستعملون الصور كالشعراء ويخصصون آلة «الكونترباس» أو «الفيولونسيل» للأنغام الضخمة، ففي «قصاص فوست الأخروي» تأليف الموسيقي «بيرليوز» نسمع الجملة المشهورة: «فوست في غرفة عمله» بأصوات مختنقة عميقة تعتبر كأنها صورة مماثلة للتعبير الشعري الذي ذكرناه في موضعه، ولا فرق بينهما إلا أن هذه الصورة الموسيقية أصبحت محققة بعد أن كانت خيالية في الشعر، فطريقة الموسيقي هي عين طريقة الشاعر، فيخاطب هذا الأخير العقل ولكن الموسيقي يمس الآذان، وصورة الشاعر ليست إلا إدراكا، وأما صورة الموسيقي فإنها إدراك محقق، فأحدهما يمنحنا فكرة الإحساس والآخر يعطينا الإحساس نفسه، فمبلغ القول إذن أن اللغة الموسيقية حقيقية ولغة أهل الأدب خيالية.
الموسيقى والحب
وضع «داروين» الحب قبل ظهور الإنسان وقال: إنه معروف من القدم بين الكائنات الحية التي نشأ وارتقى منها الإنسان؛ فتراه قد توخى الصدق والإخلاص وعدم التحيز والتبصر في التأكيد مما جعل كتابه منبع علم يستقي منه كل طالب، وكان هذا المؤرخ الطبيعي الإنجليزي رقيق الشعور بالنسبة إلى الفن يريد أن يحل هذه المعميات:
لم أحرزت الموسيقى قوة عظيمة في التأثير تثير ما كمن من العواطف؟ من أين أتت فضيلة هذه اللغة التي نشعر بتأثيرها الفتان دون أن نستطيع إدراك كنهها؟
Halaman tidak diketahui