Khawatir Khayal
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Genre-genre
ويعد كبير من عظماء المصلحين الدينيين، وله حزب باق إلى الآن يبلغ المليون، وفضلا عن ذلك فقد بلغ في القريض مكانة لم يسبقه إليها غيره من أسلافه، وشعره حافل بجميع أنواع العواطف من أدقها إلى أشدها، وتعد معانيه من السهل الممتنع الخالي من التعقيد والتكلف.
نراه في نظمه لم يفرق بين العقائد البرهمية والدين الإسلامي، بل كان قريضه يتناول الاثنين، وكان فضلا عن تصوفه وشهرته في القريض موسيقيا ماهرا.
لم ينقطع للتنسك وإماتة الجسم والعزلة والتأملات؛ بل كان حائكا يعيش من صناعته، والغريب أن جميع الأساطير أجمعت على أنه كان أميا رغما مما بلغه من أعلى شأو في القريض، وكان متزوجا ورزق بأولاد، وكان يحتقر التنسك والعزلة والزهد والتقشف وتجنب الحب والابتعاد عن السرور والجمال المنتشر في العالم من الوحدة اللانهائية.
أما من جهة العقيدة فلا نستطيع أن نعتبره مسلما ولا هندوكيا؛ لأنه كان ملحدا، وكان يمقت العقائد الدينية، وجميع الأوساط الدينية كانت تعده رجلا خطيرا، والإله الذي كان يبحث عنه لم يكن في الهياكل ولا في المساجد ، وكان يعتقد أنه موجود بجانب كل من ينشده.
كان نفوذ الكهان والبراهمة عظيما في بيناريس فاضطهدوا كبيرا، وقيل إنهم أرادوا إغواءه فأرسلوا إليه بغيا حسناء فلم تنل منه نيلا، بل هداها حتى تابت وأصبحت طاهرة صالحة.
أتى عليه عام 1518 وهو هرم سقيم ضعيف الذراعين، فتوفي في هذا التاريخ بمدينة مجهر على مقربة من جور أكنور.
ومن الأساطير اللذيذة التي قيلت عن وفاته أنه لما مات تخاصم تلاميذه المسلمون والهندوكيون على جثته، فأراد الأولون أن يدفنوه، وأراد الآخرون أن يحرقوه، فظهر لهم كبير وقال: «انزعوا الأكفان وانظروا إلى ما تحتها.» فأطاعوا ووجدوا تحتها باقة من الأزهار النضرة، فاقتسموها بينهم، ودفن المسلمون نصيبهم في مجهر، وأخذ الهندوكيون نصيبهم وأحرقوه في بيناريس.
وهاكم خمس مقطوعات من شعر كبير:
1
أين تبحث عني يا خادمي؟ انظر ترني على كثب منك! لست في الهيكل ولا في المسجد ولا في محراب الحرم المكي ولا في مقام آلهة الهند، ما أنا في المذاهب ولا في الحفلات الدينية ولا في التنسك وتقشفه وزهده.
Halaman tidak diketahui