Bagaimana Kita Mendidik Diri Kita Sendiri
كيف نربي أنفسنا
Genre-genre
وأكبر المشكلات في عصرنا هي مشكلة التعطل الذي يصيب العمال لوفرة الإنتاج، فيجب أن نبحث الأسباب لهذه الوفرة، وهي بالطبع تعود إلى المخترعات الميكانيكية والكيماوية في مدى المئة والخمسين من السنين الأخيرة.
والمصري الذي تعود أن يستمع للقول بأن القطن هو ركن الثروة المصرية، يجب أن يعرف من الكيمياء ما يدرك به قيمة الأقمشة الكيماوية التي تطرد القطن من العالم وتوشك على أن تمحو زراعته، والعالم الآن قد تغير تغيرا كبيرا، يشبه الانقلاب، بعلمين اثنين هما الميكانيات والكيمياء، ومن الحسن لكل راغب في التثقيف الذاتي أن يتابع هذين العلمين في نموهما الذي يمكن أن يعد نموا للحضارة.
وهناك مشكلة أو أكذوبة السلالات البشرية وتفاضلها والتناسل من حيث تحديده وترقيته، وقد أسمعنا هتلر عنهما الشيء الكثير، فيجب أن ندرس الانثربولوجية واليوجنية.
وهذا العلم الثاني نحتاج إليه في مصر كثيرا، حتى تسن القوانين التي تمنع غير الأكفاء، للأبوة والأمومة الحسنة من التناسل.
ثم هناك العلوم التي ترقي الفرد ذهنيا ونفسيا وجسميا وروحيا؛ فإن البيولوجية ضرورية لكل مثقف؛ لأنها توسع الآفاق الروحية وتعقد بيننا وبين الحيوان صلة لها أكبر الدلالة في الإدراك السامي وفي فهم الأسباب التي عملت وما زالت تعمل للرقي البشري، ثم هناك السيكلوجية التي نفهم بها تصرفنا وسلوكنا وحركة أدمغتنا، ولسنا في حاجة إلى شرح مسهب كي نوضح ضرورة الدراسة لعلوم طبية مختلفة، مثل الاغتذاء والفسيولوجية، كي نتوقى الأمراض ونتحفظ بصحتنا في شبابنا وشيخوختنا .
وكي نحصل على المرانة الذهنية العلمية يجب أن نتعمق دراسة علمية معينة لأحد الموضوعات، مثل البيولوجية أو الفلك أو أي موضوع آخر مما نحب، ونجعل هذه الدراسة هواية الحياة، ثم نتوسع - بلا تعمق - في دراسة الموضوعات الأخرى على سبيل الإلمام، ومتى استطعنا أن ندرك أن كثيرا من الارتباك الذهني، في السياسة والدين والاقتصاد وغيرهما، إنما يعود إلى أننا لا نعالج هذه الموضوعات بالطريقة العلمية، بل نتركها بما تراكم عليها من تقاليد وعادات تحول دون تطورنا ورقينا، عرفنا قيمة العلم. •••
ولا نظن أننا في حاجة إلى كتابة فصل للتمييز بين الأدب والعلم ولكنا نحتاج إلى كلمات موجزة يسترشد بها من يتوخى التثقيف الذاتي.
فكتب الأدب القديمة هي تراث بشري يجب أن يقف عليه كل مثقف، ولكن الاقتصار عليها يجعل النظر خلفيا، والتصرف رجعيا، والاتجاه تقليديا، والأديب بطبيعة دراسته تليدي الذهن وليس بطارفه، وهو قد ينعي على عصره ما يحسبه شططا، مع أن كل ما فيه أنه يسير على إيقاع ولحن ليسا مطابقين لإيقاع العصور القديمة ولحنها.
ودعاة الآداب القديمة يزعمون أنها مستودع الحكمة البشرية، وهي كذلك إلى حد ما. ولكن قليلا من التفكير يوضح لنا أن المستودع الأصلي للحكمة البشرية هو الإنسان، وأن الآداب القديمة هي بعض حكمته وليست كلها.
ونحن نحس وجدانا بشريا جديدا يعزى كثير منه إلى العلم وليس إلى الأدب؛ فإن العلم هو الذي ربط الأمم الحديثة برباط جديد ورفع الإنسان من وطنية الوطن إلى وطنية العالم، وهو الذي يجعل النظر أماميا نحو المستقبل.
Halaman tidak diketahui