Bagaimana Kita Mendidik Diri Kita Sendiri
كيف نربي أنفسنا
Genre-genre
وإلى هذا يجب الاشتراك في المجلات الكبرى الأوروبية والأمريكية حتى يبقى هذا القارئ على دراية بالتيارات العامة في الأدب؛ لأن هذه المجلات تعني كثيرا بإبراز الجديد من النزعات الأدبية والالتفات إليها بالتقدير العادل.
دراسة العلوم
من أعظم الغايات التي نرمي إليها من التثقيف الذاتي أن نفهم العصر الذي نعيش فيه، بل إن دراسة عصرنا يجب أن تكون أولى الدرجات لدراسة أي عصر آخر، وحضارتنا القائمة يجب أن تكون المقياس الذي نقيس به أي حضارة أخرى في العصور الماضية.
والحضارة العصرية، أي حضارة القرن العشرين، بما فيها من فوضى أو نظام ، ومن مشكلات قد حل بعضها وبعض منها لا يزال قيد الحل، هذه الحضارة هي في كثير من وجوهها ثمرة العلم.
ولكن ما هو العلم؟ إن مجلة نيتشر التي تتخصص لنشر العلوم ترفض استعمال هذه الكلمة، فنقول إن هناك موضوعات للدراسة مثل علم البيولوجيا أو علم السيكلوجية ولكن ليس هناك علم مطلق؛ لأننا حين نقول علم «البيولوجية» إنما نعني ترتيب المعارف الخاصة بالحياة بدقة وعناية تجمع الصحيح وترفض الخطأ، فقد كانت البيولوجيا تدرس منذ أيام الإغريق، بل قبل ذلك، ولكنها لم تكن علما، إنها كانت معارف مجموعة قد اختلط فيها الخطأ بالصواب، ولم تكن لها مقاييس دقيقة جامعة ومانعة، فلما تقدمت هذه المعارف ورتبت بالدقة والعناية صار عندنا منها علم البيولوجيا.
فعند كتاب هذه المجلة أن كلمة «علم» لا تعني سوى الطريقة الدقيقة للدراسة والبحث، أي دراسة وبحث أي موضوع في العالم سواء أكان هذا الموضوع نحو اللغة أو الجيولوجية أو نظام العائلة، فلا يمكن أحدا منا أن يقول إنه يدرس علما، وقصاراه أنه يدرس هذه المادة أو تلك بالطريقة العلمية، أي بطريقة الترتيب والدقة اللذين يجمعان الصحيح ويمنعان الخطأ، والمعارف التي تبحث في عصرنا، بالطريقة العلمية كثيرة جدا، بل إن منا من يرفض المعارف ما لم تجمع وترتب بهذه الطريقة، والطريقة العلمية هي ثمرة القرون الثلاثة الماضية، وأعظم ما هيأ لها وجعلها ممكنة هو الأرقام الهندية التي نقلها العرب إلى أوروبا من الهند، ثم أعظم ما جعلها في خدمة البشر هو التجربة.
وليس شك في أن النظر العلمي الجديد سوف يغير الدنيا، ليس فقط من حيث الإنتاج والتوزيع، بل أيضا من حيث الأخلاق والاجتماع والدين؛ لأن الأخلاق والاجتماع والدين تتوقف جميعها في كل مكان وزمان على طريقتي الإنتاج والتوزيع، وما نكابده في الوقت الحاضر من مشكلات التعطل والاستعمار، والإمبراطوريات، والاستيلاء على الأسواق والحروب، كل هذا هو ثمرة الإنتاج العظيم الذي أوجدته الآلات الكبيرة؛ أي «ثمرة العلم الميكاني» مع التوزيع القليل الذي لا يزال يتبع الطرق التقليدية غير العلمية.
ويجب على كل من ينشد الثقافة لهذا السبب أن يدرس الطريقة العلمية، كي تتفتح بصيرته لفهم المشكلات العالمية القائمة، وأيضا كي يستنير ذهنه برؤيا العالم الجديد فلا ييأس من الجهل الفاشي بين الساسة والقادة.
ولكن كيف ندرس العلوم؟
وجوابنا هو أن ندرس تلك العلوم التي تتصل اتصالا صميما بعصرنا الحاضر والتي أوجدت لنا مشكلاته، وكلما كان اتصالها أوثق كانت ضرورة الدراسة أوجب، غاية الدراسة هي الفهم، ولن نستطيع أن نفهم عصرنا إلا إذا عرفنا الجذور التي نبتت منها مشكلاته، ومتى عرفنا هذه الجذور استطعنا أن نهتدي إلى الحلول.
Halaman tidak diketahui