Bagaimana Kita Mendidik Diri Kita Sendiri
كيف نربي أنفسنا
Genre-genre
هذا ما يقوله داروين عن الضرر الذي أحدثه التخصص في نفسه، وهو ضرر أكيد، وكلنا عرضة له، وكان يمكن أن يزيد داروين فيقول إنه ربما كان توسعه في الثقافة وامتداد ذهنه إلى ميادين أخرى غير درس النبات والحشرات والحفريات ... هذا التوسع وهذا الامتداد كانا جديرين بأن يزيداه فهما في موضوع دراسته بالذات، أي النبات والحشرات والحفريات، وكان ما كأن يكسبه من هذه الثقافة العامة كان حريا أن يزيده فهما للتطور.
وهنا يجب أن أذكر حادثا له علاقه بموضوعنا؛ فإن شركة شل التي تملك منابع البترول في القارات الخمس تمنح موظفيها الاختصاصيين في بحث المواد البترولية مبلغ مئتي جنيه في العام كي ينفقها كل منهم على دراسة شئون أخرى غير البترول، وهي بالطبع لم تقدم هذا المبلغ عطاء وسخاء، وإنما هي وجدت أن التخصص يضيق الذهن ويحدد الآفاق، والثقافة العامة تجذب المتخصص إلى ميادين أخرى فيتحرر ذكاؤه من الضيق.
وفي هذا المثال أيضا قيمة رمزية للحياة، وكيف يجب أن تكون تربيتنا للحياة وليست للحرفة والكسب، وضرورة الثقافة العامة لكل منا. «الثقافة العامة» هذه هي شعار الجاحظ الذي كان أديبا، عالما، فلكيا، نباتيا، يدرس الحيوان والكواكب والسياسة والاجتماع والدين والطب؛ ولذا كان من حيث أسلوب الحياه أفضل من داروين، ولم يحتج إلى أن يشكو شكوى داروين من شيخوخته.
وهنا يجب أن نذكر كلمة كتبها فولتير عن نيوتن؛ فإن نيوتن في الطبيعيات قد وضع من الأسس ما يقارن بتلك الأسس التي وضعها داروين في البيولوجية، وقد كان فولتير يعجب به أكبر الإعجاب، ولكنه لم يغفل عن حدوده الثقافية؛ ولذلك قال فيه:
إني أود لو أن نيوتن كان فيه ألف قصة مسرحية من طراز الفودفيل، حيث تجتمع السخرية بالفكاهة والرقص بالموسيقا، ولو أنه فعل لزادت قيمته عندي؛ وذلك أن الرجل الذي ينبغ في فن قد يكون عبقريا، ولكنه يعود شخصية محببة إذا تعددت فنونه؛ لأن النفس هي النار التي استودعنا الله إياها، فيجب أن نغذوها بكل نفيس وثمين، وأن نفتح نوافذها لفروع المعارف وألوان الإحساسات، بشرط ألا تدخل هذه المعارف والإحساسات في فوضى وتخبط، وفي النفس متسع للعالم كله.
وبكلمة أخرى كان فولتير يأسف على التخصص الذي اتبعه نيوتن، وكان يؤثر أن يراه أديبا شاعرا فنانا كما هو عالم في الطبيعيات والرياضيات.
والخلاصة أننا يجب ألا يحدنا التخصص؛ لأن التربية للحياة قبل كل شيء، وليست لعلم أو فن معين، والوسيلة إلى ذلك هي الثقافة العامة.
سيكلوجية الدرس
ما دمنا قد وصلنا إلى هذه المرحلة، حيث سنشرع في وصف الطرق الناجعة لدراسة المواد؛ فإننا نحتاج إلى بعض الإرشادات السيكلوجية التي تجعل الدارسة سهلة محببة.
وكل دراسة تحتاج إلى شيئين، هما الحافز والذكاء.
Halaman tidak diketahui