Bagaimana Kita Mendidik Diri Kita Sendiri
كيف نربي أنفسنا
Genre-genre
وتغير المجتمع البشري بتأليف هذا الكتاب العظيم.
وكتاب ثالث قد غير كثيرا من المجتمعات هو كتاب كارل ماركس «رأس المال»؛ فإنه علمنا كيف ندرس التاريخ الماضي والحاضر، وكيف نفهم التطور الاقتصادي للشعوب، وأصل الاستعمار، وما منشأ الأحلاف، وما هي أسباب الثراء الفاحش والفقر الفاحش، في العالم الآن ألف مليون إنسان، قد انتقل مجتمعهم من المباراة الاقتصادية بكل شرورها إلى التعاون الاقتصادي بكل ما فيه من خير وإنسانية، ويرجع ذلك التغير لهذا الكتاب، أو لمجموعة مؤلفات ماركس.
ونستطيع أن نذكر عشرات الكتب التي غيرت المزاج الذهني للمفكرين، أو النظام الاجتماعي للشعوب، وإن لم تبلغ في القوة والتأثير مستوى هذين الكتابين؛ فإن مؤلفات فولتير ألغت التعصب الديني في أوروبا، ومؤلفات روسو جعلتنا نحس إحساسا دينيا نحو الطبيعة، ومؤلفات جوركي علمتنا كيف نؤمن بعظمة الإنسان، ومؤلفات برنارد شو جعلتنا ننضج، ونعالج مشكلاتنا بروح الرجولة والجد.
هؤلاء خمسة، وأستطيع أن أزيدهم إلى مئة.
فأين نصيب مصر من هؤلاء المؤلفين الذين غيروا وحركوا التطور والارتقاء في الناس والمجتمعات؟
أستطيع أن أذكر كتابا صغيرا غير المجتمع المصري، هو كتاب قاسم أمين «المرأة الجديدة»، وصحيح أن هناك عوامل كثيرة أخرى عملت لتحرير المرأة، ولكن هذا الكتاب الذي انفجر بيننا كما لو كان قنبلة قبل ستين سنة، كان بمثابة الراية التي انضوى إليها الأحرار والشعار الذي تعارفوا به وارتقت نفوسهم بكلماته ومعانيه.
وكل منا يعرف ما كانت عليه أمه من الحجاب، وما عليه ابنته أو زوجته من السفور، وكل منا يعرف مكانه وحزبه بين هاتين المرتبتين من التطور الاجتماعي، والفضل في كثير من ذلك يعزى إلى قاسم أمين.
إن قاسم أمين قد أدى لمصر من الخدمة الاجتماعية والارتقاء البشري مثلما أدت هارييت ستو للولايات المتحدة بإلغاء الرق بين الزنوج.
ولكن هناك - إلى جانب قاسم أمين - كتابا غيرونا بكفاحهم الصحفي أو التأليفي، وإن لم يحدثوا مثل هذا الانفجار الذي أحدثه قاسم أمين.
فإن مصطفي كامل استطاع أن يحيي - عن طريق الصحافة - شعبنا الذي أذهلته الهزيمة أمام الإنجليز في 1882، وغيره، وملأه أملا بعد اليأس، ونصب له هدف الاستقلال الذي لم ننحرف عنه إلى أن تحقق لنا.
Halaman tidak diketahui