============================================================
نطق به محمد صلى الله عليه، ولا يعرف العرب لسان بني اسرائيل الذين علموا أنه علم دين الله، فهذا لقوم محمد آية ودلالة أن أمر الله نزل إلى الأنبياء الأولين فأنطقهم به ثم نزل إلى محمد فأنطقه وكل منهم نطق بلسان قومه، كما قال سبحانه: { وما ارسلنا من رسول إلأ بلسان (1) قومه ليبين لهم) فبهذا المعنى ضرب البيوت مثلا للرسول والائمة، وذكروا باسمها أنهم بيوت لأمر الله ووحيه ينزل من بيت منهم إلى بيت لا يكون إلأ في البيوت التي أذن الله أن ثرفع ويذكر فيها اسمه، فإن قال قائل إن لكل ظاهرمنهم حجابا باطنا صدقناه، لأن كل واحد منهم عليه السلام لم يقل إني إله من دون الله جل وعلا ، وإنما كان يأتي أمرا ونهيا ، ويقول جاءني جبرائيل عليه السلام ولم ينتحل(2) لنفسه إسما لم يسم به فيكون قد ألحد في آيات الله، والله جل وعلا هو الذي رفعهم وجعلهم بيوتأ لحكمته واختارهم لمقاماته وجعلهم وسائط فيما بينه وبين عباده وأمر بالطاعة له منهم ونهاهم عن معصيته منهم لقوله: { في بيوت أذن آلله أن ترفع ويذكر فيها اسمة} . فالله جل وعلا هو الذي أمر برفعها وتعظيمها في جميع أعصارها، ودوام بقائها، وهي البيوت التي بينست الشرائع، وأبانت الودائع، وأقامت الدلائل، وعظمت لهم البارىء جل وعلا(3) ودعتهم إليه، وبرثت إليهم من الشرك بالله عز وجل . فمنهم من عرف الله الذي بناهم (4) فصاروا بيوتأ، يعني ااقامهم بأمره، وصاروا مستقرا لوحيه، وبا وصف عنهم، وجب التسليم اليهم (4) والقبول منهم ، الا ترى إلى قوله عز وجل : إن الله آصطفى آدم وثوحا وآل ايراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض (1) وآلله سميع
Halaman 104