============================================================
وامره كما قال لمحمد الناطق صلى الله عليه وعلى آله { نزل به الروح الأمين(1) على قلبك لتكون من المنذرين . بلسان عربي مبين . وإنه لفي زبر الأولين . أولم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بني اسرائيل } فيعني أن كتابه ووحيه نزل على قلب محمد صلى الله عليه فما كان في القلب حواه الجسم وستره كما يحوي البيت ويستر ما فيه، فلا يوصل إلى ما في البيت إلا من بابه ، ولا يوصل إلى ما في قلب الرسول إلا من لسانه بما ينطق به وبما يشير باستماعه إلى وصيه كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه " أنا مدينة العلم وعلي بابها(2)، فمن أراد المدينة، فليأت الباب فضرب الله البيوت مثالأ لرسوله وأثمة دينيه القوام بأمره(3) لأنهم مستقر وحيه ("، ومعادن أمره ونهيه، وكذلك ضرب رسسول الله صلى الله عليه المدينة مثلا لنفسه، وبابها مثلا لوصيه وحجابه الذي ستر فيه باطن علمه، كسما ستر الله وحيه فى حجبه وهم رسله الذين استقر فيهم وحيه حتى أنطقهم به في بريته(5) هداية لهم واحتجابا عليهم ، ثم قال الله عز وجل : لتكون(6 من المنذيرين} يعني ليكون واحدا من عدد المرسلين بلسان عربي مبين . ثم قال إنه لفي زبر الأولين) يعني أن دين الله وترتيب رسوله والأئمة المتمين لأمره(2) وأسباب سنته وفرضه في دينه علم ذلك موجود في زبر الأولين . وإن كان لسانهم غير هذا اللسان العربي المبين، ولكن أمر الله واحد في كل عصر وزمان ثم قال : { أولم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل} يعني ما نطق به محمد صلى الله عليه من أمر دين الله بلسان عربي وهو موجود علمه عند علماء بني اسرائيل وهم لا يعرفون لسان العرب الذي
Halaman 103