رجعنا إلى تمام أسباب نقض الصلح فلما قربت الثمرة، وتوجه الحاج للخروج من مكة المشرفة أعاد الكتاب بمثل ذلك، وكان فيما بلغني من الفقيه الفاضل صالح بن جابر العلماني(1) أن سيدنا القاضي العلامة جمال الإسلام عامر بن محمد الذماري(2) رحمة الله عليه ذكر للإمام -عليه السلام- أنه تنصب فلانا على أولاد الفقيه حسن، وعلى أمواله في بلاد صنعاء، فكان الجواب عليه أن الرجل عندنا حي ونحن في طلبه ثم ضحك -عليه السلام-، وكان كما تقوله الإمامية أن إمامهم لم يمت أو كما قال، [83/ب] فعاد الجواب أنهم بحثوا فلم يجدوا له أثرا، ولا سمعوا له خبرا، فأعاد عليهم أن القابض له فلان وفلان في موضع فلان من صنعاء، وأنه دخل بيت النقيب صالح بن نهشل سعدان، فلما وصلهم الكتاب عظم عليهم، فأشار عليهم بعض أعوانهم بالإعتراف، ثم تقبلوا فيه الدية الشرعية، فلما اعترفوا عاقبوا أهل المدينة على أنها قسامة عليهم، وكثرت الكتب في مثل ذلك في شهر القعدة والحجة وأول محرم من سنة ست وثلاثين.
قال سيدنا القاضي شمس الدين أحمد بن سعد الدين أطال الله بقاه: لا زالت المكاتبة أربعة أشهر رمضان وشوال والقعدة والحجة، ولا يعرف ذلك غيره وغير الحاجب، ولما تجهز مولانا أحمد أطال الله بقاه كما سيأتي، وصل رسول من صنعاء، فأخبروا الإمام -عليه السلام- أنهم فارقوه من بيت القانعي، فقال حي سيدنا القاضي العلامة سعيد بن صلاح الهبل(3): هل وصل بالفقيه حسن العلماني معه يعني ما يعني الكتب وقد برح الخفاء، وانكشف الغطاء، وكان آخر كتاب إليهم ما هذه نسحته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
الحضرة السامية، والرتبة العالية، حضرة الوزير الكريم قدره، الكامل مجده وذكره، حائط الوزارة السلطانية، وحافظ المملكة العثمانية حيدر باشا لا زال محمود الخلائق، ميمون الطرائق، والله يهدي إليه السلام والإكرام، والإتحاف والإنعام، ورحمة الله المتصلة بالخير العام، وبعد:
Halaman 217