Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Genre-genre
وقال قتادة: هي الكوفة وسوادها والذي أنزل عليها هو علم السحر ابتلاء من الله للناس من تعلمه منهم وعمل به كافرا ومن تجنبه أو تعلمه ليتوقاه ولا يغتر به كان مؤمنا كما ابتلى قوم طالوت بالنهر {وما يعلمان من أحد} يعني الملكين {حتى يقولا إنما نحن فتنة} أي: ابتلاء واختبار من الله {فلا تكفر} أي: لا تتعلم معتقد أنه حق فتكفر، ولذلك أن الله عز وجل امتحن الناس بالملكين في ذلك الوقت وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن تقبل العامل بعلم السحر فيكفر بتعلمه ويؤمن ترك التعلم، ولله أن يمتحن عباده بما شاهدوا معنى قوله إنما نحن فتنة فلا تكفر أي: محنة في الله يخبرك أن عمل السحر كفر بالله ونهاك عنه فإن أطعتنا نجوت وإن عصيتنا هلكت وقوله {فيتعلمون} أي: فيأتون ويتعلمون {منهما} أي: من الملكين {ما يفرقون به بين المر وزوجه} وهو علم السحر الذي يكون سببا في التفريق بين الزوجين من حيلة وتمويه كالتفنن في العقد وغيره مما يحدث الله عنده الفرك والنشوز والخلاف ابتلاء منه تعالى لأن السحر له أثر في نفسه بدليل قوله {وما هم} يعني السحرة الذي يتعلمون السحر {بضارين به من أحد} بالسحر من أحدا {إلا بإذن الله} أي: بإرادة الله كون ذلك أي: لا يضران بالسحر إلا بأمر الله أن يلحقه ذلك الضر لأنه بهما أحدث الله عنده فعلا من أفعاله فضروا بما لم يحدث فلم يضر {ويتعلمون ما يضرهم} في الآخرة {ولا ينفعهم} لأنهم يقصدون الشر، وفي هذا تنبيه على أن اجتنابه أصلح وأسلم كتعلم الفلسفة التي تجر إلى الغواية {ولقد علموا} اليهود {لمن اشتراه} أي: اختار السحر واستبدل ما تتلوا الشياطين على كتاب الله {ما له في الآخرة من خلاق} أي: من نصيب ثم وصفهم وذم صنيعهم فقال: {ولبئس ما شروا به أنفسهم} أي: بئس شنعا بأعوانه خط أنفسهم حيث اختاروا السحر ونبذوا كتاب الله {لو كانوا يعلمون} كنهة ما يسيرون إليه من خسران الآخرة والعقاب.
Halaman 90